تواصل وزارة الخارجية الأمريكية تحذير رعاياها من مخاطر السفر إلى الجزائر، تخوفا من أي خطر أو انفلات أمني، في محاولة واضحة منها لضرب الصورة المشعة للإستقرار الأمني في البلاد، مناقضة بذلك موقفها المشيد خلال الأشهر الأخيرة بالأمن الداخلي للجزائر وجهود سلطتنا المبذولة لتكرسيه مقارنة بباقي الدول المجاورة. وحرص بلاغ للدبلوماسية الأمريكية على محاولة تلفيق ورسم واقع مناقض لحقيقة الوضع الأمني في الوطن، وعمد إلى تضخيم خطر تنامي التهديدات الإرهابية وعمليات الاختطاف في الوطن، مشيرا إلى أن غالبية الهجمات الإرهابية بما فيها التفجيرات وعمليات الاختطاف، تمت في المناطق الواقعة شرق وجنوب الجزائر العاصمة، مناقضا بذلك تقرير وموقف واشنطن المشيد منذ أشهر بالمستوى الأمني الكبير الذي تزخر به الجزائر بعد المجهودات الكبيرة التي بذلتها السلطة في محاربة الإرهاب وما يصاحبه من تداعيات، على غرار تهريب الأموال والأسلحة، هذا بعدما أكد البلاغ ذاته "أن التنظيم الإرهابي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينشط فوق التراب الجزائري بأكمله"، بعدما عمد إلى التذكير ببعض المناوشات التي تعرضت لها بعض المناطق مؤخرا على يد جماعات مسلحة تمكنت قواتنا المختصة من السيطرة عليها وكبح جماحها، على غرار عملية الاختطاف التي وقعت في فيفري 2011، التي تعرض لها مواطن إيطالي وسائقه الجزائري، وكذا التفجير الذي استهدف أكاديمية شرشال العسكرية. وفي السياق ذاته حذرت الخارجية الأمريكية أيضا من انعكاسات الأنشطة الإرهابية لحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا على الحدود الجزائرية في وقت تعلم فيه أكثر من باقي الدول الأخرى بصعوبة ضرب أو تهديد حدودنا في ظل الحصانة الأمنية التي فرضتها السلطة لتأمينها.