أكدت الروائية زهور ونيسي، أن مذكراتها الصادرة مؤخرا، جاءت غنية بالاعترافات الجريئة حول كل ما تعرضت له وعايشته من أحداث على المستوى الحكومي، الاجتماعي، الإداري، الثقافي...محاولة تجنب ذكر الأسماء في سرد بعض تفاصيل حياتها بكل عثراتها ومطباتها، وقد اختارت لهذا المؤلف الجديد الصادر عن دار القصبة للنشر عنوان "زهور ونيسي عبر الزهور والأشواك...مسار امرأة". استعرضت ونيسي، من خلال مولودها الجديد، مراحل وأحداث عايشتها، بطريقة غلب عليها إحساس ذاتي يميل إلى الرواية، حيث استجمعت مختلف المشاهد المؤثرة والتي بقيت راسخة في ذهنها لتبثها إلى مختلف الأجيال عبر كتاب يحمل بين سطوره تفاصيل أحداث هامة بأسلوب مشوق يفتح الشهية للاطلاع على مكنوناته. وصرحت خريجة مدرسة العلماء المسلمين، خلال ندوة صحفية نشطتها عبر فضاء صدى الأقلام يوم أمس الأول، أن وقوع الوطن في فخ الإرهاب وانغماسه في وحل الفتن لسنوات عديدة مفاده الابتعاد والتخلي عن مبادئ عبد الحميد ابن باديس الإصلاحية، حيث قالت:"خطأنا في محاربتنا جمعية العلماء بعد الاستقلال وتخلينا عن الفكر الإصلاحي"، وفي هذا الصدد أكدت المتحدثة أنها سلمت إدارة التلفزيون الوطني سيناريو حول مبادئ وحياة العلامة ابن باديس، ليبقى مصير تجسيده متوقفا على توفير الميزانية الضخمة التي يحتاجها، كما سلمت المخرج سعيد عولمي سيناريو مسلسل يمكن أن يبلغ 30إلى 40 حلقة حول النفي بلا رجعة للجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة. وقالت ونيسي، عن راهن المثقف بأنه يقف في بلدنا بين المطرقة والسندان حيث يعيش في وسط لا يعترف به، ملفتة إلى أن أخلاقيات الثقافة تمنع من ممارسة أساليب السياسة "المتعفنة"،حيث ترى أن الدور الرئيسي للنخب يتمثل في أخلقة السياسة وتوجيهها نحو ما يخدم مصالح الإنسانية:"في بلادنا الثقافة موضوعة في أسفل سافلين وما هي إلا نوع من اللوحات الزاهية التي تستخدم لتزيين المجالس". ومن جهة أخرى، دعت المتحدثة، إلى حتمية توثيق الوصال بين جذور الماضي، معتبرة أن قوة الشخصية تتولد من المعرفة الحقيقية للتاريخ الذي يوعي الفرد حول مكانته الأمنية: "نطلب من الجيل الجديد أن يعيش حياته المعاصرة دون الانقطاع عن الماضي"، كما أشارت إلى شبح العولمة بقولها أنها تحاول بناء ثقافتها العالمية على حساب الثقافة المحلية، داعية إلى التمسك بالهوية الوطنية التي بذل من أجلها الكثير، والوعي بمكانتنا كجزائريين بين شعوب العالم. وتطرقت ونيسي، في حديثها لوضعية المرأة وقالت أن وعيها موجود ولم يتراجع، إلا أنه أحيانا يتأثر بالانقلابات الحاصلة نتيجة التعددية الإعلامية والفكرية واضطراب الرياح الديمقراطية التي جعلتها تنقسم بين تيارات سياسية مختلفة من حيث الطرح، فيما دعت بنات جنسها إلى التمسك بروح النضال خاصة وأن الثورة أحدثت تغيرا جذريا على جميع الأصعدة مما يستلزم مواصلة خوض تحد من نوع آخر. وعن سر نجاح بعض نصوصها لخصت المتحدثة الأمر، في ثلاثية، التجربة، الخبرة والرصيد التي تسمح للكاتب ببعث أثير أحاسيسه عبر عقل القارئ، ما يضفي على النص سمة العظمة، حيث نبهت من الوقوع في فخ النرجسية والأنانية، وأضافت الكاتبة التي كان لزوجها الفضل الكبير في تألقها كمبدعة في شتى المناصب التي تقلدتها، أنها حريصة في كتاباتها على الأفكار البناءة حيث قالت:"أبتعد عن كتابات الهدم لأنني لا أروم إلى تصفية الحسابات، بل أكتب بأمل فالتشاؤم لا يتبناه قاموس حياتي". للإشارة، تنظم إدارة المسرح الوطني عبر فضاء صدى الأقلام فعاليات شهر المرأة للاحتفاء بحواء تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة، حيث تتمحور الندوات الأسبوعية حول تناول المرأة كرمز للحدث والإبداع في شتى المجالات على غرار الأدب الفنون الجميلة وغيرها.