أصبح من الصعب الدخول الى السوق اليومي للخضر والفواكه الواقع وسط مدينة البويرة، وقرب المحطة البرية لنقل المسافرين بسبب تراكم الاوساخ عند المدخل، اضافة الى ركن السيارات بطرق فوضوية زادت في العرقلة المرورية، واصبحت تنافس المشاة في ظل الصمت القاتل لاعوان الرقابة، ومما زاد من تدهور الوضع هو وجود عصابات المواقف التي اصبحت تتحكم في الشوارع والطرقات والساحة المقابلة للسوق المخصصة للتجار، من اجل تفريغ بضاعتهم والتي احتكرت من طرف هذه العصابات وامام مرأى الجميع رغم النداءات والشكاوى من طرف المواطنين لردع هؤلاء السماسرة الذين اصبحوا يتحكمون في المال العام من دون مراعاة قوانين الجمهورية. يعرف سوق الخضر والفواكه في البويرة، فوضى عارمة وانتشارا مذهلا للاوساخ والفضلات المترامية في كل ركن، رغم الاجراءات الردعية التي اتخذتها مؤخرا مصالح البلدية في حق التجار أدت الى غلقه عدة مرات بسبب الحالة الكاريثية التي آل اليها، في ظل غياب الوازع الاخلاقي والمهني للتجار الذين اصبح همهم الوحيد كسب الاموال بشتى الطرق ولو على حساب صحة المستهلك، وان الفوضى السائدة التي ظهرت يندى لها الجبين، ولتسليط الضوء على هذه الفوضى قمنا أمس، بزيارة للاطلاع على ظروف التسوق في هذا السوق الذي يعرف اقبالا واسعا من المتسوقين من داخل وخارج المدينة، لأنه موجود بوسط المدينة ويتوسط عدة محطات لنقل المسافرين، على غرار خط عمر -محطة امشدالة، عين بسام وسور الغزلان وغيرها من الاتجاهات، حيث لاحظنا الاهمال الكلي في الجانب الصحي والنظافة، وانتشار الباعة الفوضويين عند المدخل الرئيسي، اضافة الى المياه الجارية والاوحال اذ اصبح من الصعب الدخول اليه وخاصة بالنسبة للنساء المتسوقات، وفي هذا الشأن صرح لنا عمي صالح، ان هذه الحالة لا تخدم ولا تليق بمقام المنظومة التجارية بولاية البويرة، مطالبا المشرفين على السوق بالاعتناء به وعدم اهماله الى هذه الدرجة، خاصة وان السوق يستقبل يوميا آلاف المتسوقين القادمين اليه من شتى بقاع الولاية، وان الحالة التي آل اليها خاصة في هذه الأيام المتزامنة والتقلبات المناخية والتي زادت من حالته، اذ اصبح يستحيل الدخول اليه من دون معاناة مع البرك المائية والاوحال التي تراكمت عليه من كل ناحية وافقدته بهاءه وزادت من معاناة الزبائن حتى اصبحوا يتحاشوه مفضلين التجار المتنقلين عليه، ومنهم من اشترى الحذاء البلاستيكي او كما يسمى بالعامية «البوط» لارتدائه قبل الدخول اليه، في ظل الصمت القاتل للمسؤولين واعوان الرقابة وحتى المشرف على السوق، لم يكل نفسه عناء التكفل به وتنظيمه والسعر على نظافته. نفس التصريح ادلت به لنا السيدة «فروجة» المتعودة على هذا السوق ان هذه الحالة الكاريثية التي آل اليها السوق بسبب الافراط الكلي للتجار في رمي بقايا سلعهم في كل جهة، غير مبالين بمشاعر المتسوقين وحتى بالبيئة والمحيط، في الوقت الذي تحث فيه الدولة عبر إذاعاتها ال48 المنتشرة عبر إقليم القطر الجزائري، على الحفاظ على البيئة عبر حملاتها التحسيسية والتوعوية، وان كانت سنة 2013 سنة الحفاظ على البيئة. والسؤال المطروح.. هو هل البويرة معنية بهذا الحدث التي تناشد مسؤولي قطاع التجارة والبيئة والبلدية للتصدي لهؤلاء التجار الذين لا يحترمون قواعد النظافة، حفاظا على صحة المستهلكين من جهة، مؤكدة على تنبيه عمال البلدية بالقيام بادائها تجاه نظافة السوق من جهة ثانية- ونشير إن هذا السوق تم غلقه عدة مرات من طرف البلدية، بسبب عدم احترام التجار لدفتر الشروط المحددة وخاصة بمجال الأمن والنظافة، الا انه -كما يقال- «عادت حليمة الى عاداتها القديمة» في ظل السكوت والتهرب من المسؤولية من طرف أصحابها. «السلام» ارادت التقرب من المشرف على السوق لنقل هذه الانشغالات التي ارقت المتسوقين، إلا اننا لم نعثر عليه وبعد السؤال عنه قيل لنا انه غائب بسبب سوء الأحوال الجوية.