انتفضت الجمعيات البيئية في ولاية سكيكدة ونددت بقرار وزارة الطاقة والمناجم غير المدروس والضارب لبنود الاتفاقية العالمية "رامسار" والقاضي بإنجاز مركب بيتروكيميائي على مساحة المحمية الطبيعية "قرباز صناهجية" التي ستدمر بناءا على ذلك، ما سيعرض المنطقة لكارثة إيكولوجية مجهولة التداعيات. واقترحت الجمعيات البيئية على لسان ممثليها في تصريحات خصوا بها "السلام" نقل هذا المشروع وإنجازه في مساحة مركب البلاستيك القديم الذي هو حاليا في طور التفكيك، مشددة على ضرورة تدخل وزارة السياحة لوقف مبادرة مصالح يوسف يوسفي غير الواعية، والمناقضة لبنود الاتفاقية العالمية "رامسار" التي صنفت "قرباز" ضمن المناطق الطبيعية المحمية، مبرزة في البيان ذاته خطر الزوال الذي يهدد أهم قطب سياحي بالمنطقة في حال ما تم إنجاز المركب البيتروكيميائي، معتبرة ذلك جرما واضحا سيضرب كل الجهود والمصاريف المالية التي تكبدتها مصالح الولاية مؤخرا لإعادة الاعتبار إلى هذه الجوهرة السياحية النادرة وطنيا وعالميا. حيث تتربع محمية قرباز صنهاجة على مساحة قدرها 42100 هكتار، ممتدة عبر بلديات ابن عزوز والمرسى، وكذا جندل إلى غاية بلدية برحال بولاية عنابة، إذ تضم 9 بحيرات تشغل مساحة قدرها 2850 هكتارا، جعلتها ملجأ على مدار الفصول الأربعة لأكثر من 023 صنفا من الطيور المهاجرة والنادرة في العالم خاصة المائية منها والتي يعيش منها 140 صنفا في المناطق الرطبة كمحمية قرباز فقط، من بينها 42 صنفا هي في الأصل طيور جد نادرة للغاية، على غرار النعام الوردي، طائر الكركي، وكذا الطائر المعروف ب أبو الساق الأبيض، فضلا عن طائر البلشون الأرجواني، والهدهد، وكل من طائري شهرمان والنورس، فضلا عن هذا تزخر هذه المحمية بأصناف نباتية جد متنوعة، إلى جانب بمخزون هائل من المياه النقية التي تعيش بها ثروة سمكية معتبرة، ما يؤكد أن إزالتها وتدميرها سيعرض الولاية وما جاورها إلى كارثة إيكولوجية ستكون عواقبها وتداعياتها جد سلبية. هذا وكدليل واضح على قيمة وندرة ما تحويه هذه المحمية من ثروات نباتية وحيوانية نادرة استفادت من مشروع إنجاز مخطط التسيير المندمج للمناطق الرطبة بتمويل مشترك بين الحكومة الجزائرية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية والجمعية العالمية للطبيعة بمبلغ مالي قدره 100.499 دولار أمريكي.