تغتصب المنطقة الرطبة صنهاجة على مرأى ومسمع الجميع، لتستغل أطراف هذا الصمت محققة مكاسب مالية معتبرة، منتهكة كل القوانين، لتتحول المحمية العالمية إلى هيكل بلا روح في حال استمرار الصمت القاتل لنباتات نادرة، طيور متنوعة ومناظر فريدة. صنفت اتفاقية "رامسار" سنة 2001 المنطقة الرطبة ببن عزوز، كمحمية عالمية ذات أهمية بالنظر لتعدد بحيراتها البالغ عددها تسعة بمساحة 2580 هكتارا، ما جعلها متسعا لثروة مائية مثقلة بكميات هائلة من الأسماك، لتكون تجمعا كبيرا لأصناف كثيرة من الطيور، قدر عددها ب 234 صنفا، 42 منها يعتبر من الأنواع النادرة، يضاف إليها نباتات فريدة، وتحدثت العديد من الجهات عن الخطر المحدق بمنطقة "قرباز صنهاجة" سرقتها، كانت آخرها تدخلات خلال آخر دورة للمجلس الشعبي الولائي، حيث طرحت إشكالية نهب المياه والرمال من طرف جهات دون مراعاة خصوصية المنطقة أو حتى اعتبار للقوانين التي تهدد بسجن سالب المال العام، كون ناهبيها لا يملكون عقودا قانونية ولا يدفعون الضرائب وقد شهدت المنطقة الرطبة انتهاكات واسعة ومتكررة، حيث اقتحمتها الشاحنات للاستيلاء على الرمال، كما طالت عمليات النهب مياه البحيرات التي تستغل في السقي، مما تسبب في جفافها مع زيادة ملوحة مياهها الأمر الذي قضى على نباتات نادرة، كما غابت الطيور البحرية المتعودة على الاستقرار بضفافها ومعظمها نادر ما كانت سببا في اعتبار "منطقة قرباز صنهاجة" محمية عالمية هامة، يضاف إلى كل هذا معلومات من السكان أكدت زحف الرمال على الأراضي الفلاحية بسبب القضاء على النباتات بفعل سوء استغلال المياه.منتهكو الطبيعة والتوازن الإيكولوجي بالمنطقة الرطبة معروفون لدى السلطات المختصة التي تلعب دور المتفرج دون التدخل لمنع هذه الانتهاكات في حق محمية طبيعية استحقت بجدارة صفة العالمية، لغناها الطبيعي وجمالها القادر على منافسة أجمل المناطق السياحية وسبق لسكان المنطقة أن احتجوا على التجاوزات الحاصلة والانتهاكات غير القانونية لإمكانيات المنطقة الرطبة، لكن يبدو أن صوت السكان واستغاثة الطبيعة ستظل مبحوحة وغير قادرة على التغيير في غياب إدارة مسؤولة تسعى إلى حماية كنز طبيعي معتبر. حياة بودينار