إن الله قد دعانا في كتابه إلى ضرورة التحلي بالصبر وكظم الغيظ والدفع بالتي هي أحسن، قال تعالى (ولاتستوي الحسنه ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)، فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم لتقوى الروابط وتتالف القلوب ولنفوز برضى الله، قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، ولا شك أن لكظم الغيظ أجر عظيم يناله العبد جزاء لكظمه غيظه ودلت على ذلك أحاديث كثيره منها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: مامن عبد كظم غيظا، إلا زاده الله عز وجل عزا في الدنيا والآخره)، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما آذوه كفار قريش فجاءه ملك الجبال فقال له: يارسول الله إن شئت لأطبقن عليهم الأخشبين، فقال عليه السلام: إني لأرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله، فعلى كل مسلم أن يحرص على كظم غيظه لينال هذا الأجر العظيم ويفوز برضى الله. ومن فضائل كظم الغيظ نذكر: عن ابن عمر رضي الله عنهما “أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام”. وعنه أيضا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله”. 3- عن أنس ضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يصطرعون، فقال: “ما هذا؟” قالوا: فلان ما يصارع أحدا إلا