الكَظْم لغة الإمساك، والجَمعُ للشَّيء. وأَصْل الكَظْم: حَبْسُ الشَّيء عن امتلائه، يقال: كَظَمْت القِرْبَة، إذا ملَأْتها، ويقال: كَظَمْت الْغَيْظَ، أَكْظِمُه كَظْماً، إِذَا أَمْسَكت على ما في نفسك منه. واصطلاحًا الإمْسَاك على ما في النَّفس من صَفْحٍ أو غَيْظٍ. قال الله سبحانه وتعالى: ''وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ'' آل عمران.133134 والكاظمين الغيظ أي المُمْسِكين غَيْظَهم مع القُدْرة، لمجرَّد رضاه تعالى. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الّذي يملك نفسه عند الغَضَب''. قال النوويّ (فيه كَظْم الغَيْظ، وإمْسَاك النَّفس عند الغَضَب عن الانتصار والمخاصمة والمنازعة). ولِكَظْم الغَيْظ جملةٌ من الفوائد، ذكرها الخادمي في كتابه (بريقة محموديَّة في شرح طريقة محمَّديَّة)، نذكر منها: اعتداد الجنَّة له بجعل صاحبه معدًّا ومهيّئًا للجنَّة. التَّخيير في الحور العين لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن كَظَمَ غَيْظًا وهو يستطيع أن يُنَفِّذَه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتّى يخيِّره في أيّ الحور شاء''. عِظَم الأجر به وتوفيره. وسِتر العورة كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''مَن كفَّ غَضَبه ستر الله عورته''.