يشكل ضعف التغطية الصحية، نقص مياه الشرب وقلة المشاريع السكنية القاسم المشترك بالنسبة لسكان بلديات دائرة عين الباردة الثلاث بولاية عنابة، الذين يصل عددهم إلى 40 ألف نسمة، كما يطرح ممثلون عن سكان المنطقة مشكل تدهور الطرقات، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء، رغم تطلعات سكان أحيائها، ببلديات الشرفة، العلمة وعين الباردة، ومناطقها النائية وقراها لبرامج محلية جديدة بعد تجديد المجلس البلدي، إلى تجسيد المشاريع المحلية لاستدراك النقائص. خلال جولتنا الاستطلاعية للبلديات الثلاث، وقفنا على عدة نقائص، بدايتها كانت ببلدية عين الباردة أين يقطن أكثر من 20 ألف نسمة، حيث تحدث السكان عن مشكل ماء الشرب الذي يتزودون به، خاصة سكان القرى والمداشر التابعة للبلدية، حيث أنهم يستغلون مياه الوادي الذي قيل بشأنه أنه غير صالح للشرب، ويشكل خطرا صحيا خاصة مع اقتراب موسم الصيف، مما جعل البلدية تمنع استعمال هذه المياه ودفع بها للاستنجاد بالصهاريج لتغطية حاجيات السكن من المياه الصالحة للشرب. كما أكد المنتخب بالمجلس الولائي، السيد حشلفي خالد، أن التنمية في المنطقة تسير ببطء، رغم العمليات التي تم تحقيقها بهذه البلدية ضمن المخطط الخماسي، خاصة في مجال السكن الريفي الذي يبقى الحل الأقرب لتلبية احتياجات مواطني البلدية، خاصة منهم الذين استفادوا من إعانات لبناء مسكن بغرفتين ولم يستطيعوا إنهاءها، وحسب المتحدث، فإن السكن لا يزال يشكل هاجسا كبيرا بمنطقة عين الباردة.
قرى بلدية عين الباردة بحاجة إلى اهتمام ومن بين المناطق المتضررة بعين الباردة، قرية سلمون الهاشمي، حيث أكد رئيس بلدية عين الباردة، السيد مسعود ساهل ل»المساء»، أن المنطقة رغم استفادتها من بعض البرامج السكنية، خاصة ذات الطابع الريفي منها، إلى جانب المرافق الضرورية؛ كالاستفادة من الغاز الطبيعي والمياه الصالحة للشرب، فهي بحاجة ماسة إلى قاعة علاج ومجمع مدرسي، مشيرا إلى أن غيابها يترجم عدم اهتمام المسؤولين الذين تعاقبوا على المجلس البلدي لعين الباردة باحتياجات أهل القرى، والتركيز على الباردة مركز، وأنه تم ضمن أجندة عمله الحالي إدراج المداشر والقرى النائية لربطها بالطرق والغاز الطبيعي، وذلك بتخصيص نحو 600 مليار سنتيم، وكذا استحداث مناصب شغل، تعميم الإنارة العمومية وتوزيع برامج الدعم الفلاحي على الفلاحين للبقاء في أراضيهم.
بلدية الشرفة تطمح إلى تحقيق المشاريع المحلية كما لاحظنا ببلدية الشرفة، أن هناك سباقا ضد الساعة لتحسين الظروف المعيشية، وخلال لقائنا ببعض المواطنين، أكدوا أن البلدية فتحت قنوات الحوار معهم لتدارس أوضاعهم ومطالبهم، وهم يأملون في توفير مشاريع سكنية، تجهيز المدارس، تصليح الطرق، تهيئة المنابع المائية ومساعدة سكان القرى على العيش بمناطقهم الريفية، وذلك بتزودهم برؤوس الأبقار والأغنام، تربية النحل، إلى جانب الأشجار المثمرة. أما فيما يتعلق بالجانب الصحي، فقال رئيس جمعية الحي السيد بنعيجة الطاهر، أن مشكل التأطير الصحي لازال مطروحا، رغم توجيه شكاوى للمصالح الصحية بالولاية، حيث لم تفتح إلا عيادة متعددة الخدمات من جملة القاعات المغلقة، مما يزيد في متاعب 10 آلاف نسمة، خاصة المصابين منهم بالأمراض المزمنة والربو، حتى الحوامل يتعرضن إلى تعقيدات صحية في غياب سيارة إسعاف. وأوضح رئيس بلدية الشرفة، السيد إبراهيم سوالي، أن «الفوضى» التي تركها من تعاقبوا على البلدية أخرت هذه المنطقة الفلاحية، وأن المجلس البلدي الحالي يتدارس الوضع الراهن ويعتزم الانطلاق في تجسيد المشاريع المهمة، مثل ربط السكنات بالغاز الطبيعي وإعادة بناء مستشفى بالشرفة مركز، إلى جانب وضع سيارتي إسعاف قريبا حيز الخدمة، ولم يخف محدثنا استفادة بلدية الشرفة في عهدته الحالية من مشروع 80 مسكنا ريفيا، وقد تم الانطلاق في عملية تهيئة المسطحات بمشتة سلامي لبناء السكنات والقضاء على السكنات الهشة.
بلدية العلمة تنتظر استدراك النقائص طرح سكان بلدية العلمة أيضا، مشكل انقطاع التيار الكهربائي، خاصة في فصل الصيف، بسبب سرقة الكوابل الكهربائية، وفي هذا الشأن، أكد أحد منتخبي المجلس الشعبي الولائي بأن مشروع تهيئة الموزع الكهربائي أدرج ضمن المشاريع المهمة للقضاء على هذه الانقطاعات، إلى جانب تهيئة الطرق التي أصبحت تعيق تنقل السكان، خاصة المتمدرسين الذين اشتكوا من غياب وسائل النقل، وكذا المتاعب التي يواجهها المرضى في التنقل إلى مستشفى عين الباردة أو مستشفى ابن رشد بعاصمة الولاية من أجل الكشف والعلاج، نظرا لغياب عيادة متعددة الخدمات، وهذا ما يزيد من أتعاب 10 آلاف نسمة، وباعتبار بلدية العلمة ذات طابع فلاحي بامتياز، طالب فلاحو المنطقة بضرورة تدعيمهم ببرامج الدعم الفلاحي ومشاريع تربية النحل وموارد السقي للنهوض بالاقتصاد المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وفي هذا الشأن، قال رئيس بلدية العلمة، السيد عبد الحميد دريدي، إن قلة المشاريع المحلية تعود إلى العهدة السابقة، لكن في عهدته تم تسوية ملفات السكن الريفي، في انتظار ربط السكنات بالغاز الطبيعي، استصلاح الأراضي الزراعية وفك العزلة عن القرى، وهذا مطلبه الحالي.