إن الخير مهما قل أو صغر فإنه محبوب لله وإذا تقبله الله فهو عند الله عظيم فلا تحتقر أي عمل فقد تدخل الجنة بعمل يسير أو تؤثر بالناس بعمل قليل والأمثلة في الشرع كثيرة، والرجل الذي سقى كلبا فشكر الله عمله وغفر له، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كل كبد رطبة أجر، وفي رواية أن امرأة زانية من بني إسرائيل سقت كلبا فغفر الله لها والمرأة من البغايات المومسات، وفي مسلم رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين، وفي الصحيحين “اتقوا النار ولو بشق تمرة” فدل على أن القليل له أثر، فالعبرة بحسن العمل والإخلاص والإتقان وإن قل العمل، بل حتى إمساك الإنسان الشر عن الناس يعتبر صدقة منه على نفسه. صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة بأصحابه فلما قام من الركوع قال رجل ربنا ولك الحمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت بضعة ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا، وبلال دخل الجنة لأنه كان إذا توضأ أي وقت صلى ركعتين، قال الله عزوجل “ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة” فقدم النفقة الصغيرة لئلا تعظم ويعجب بها صاحبها، وروى الإمام أحمد “خرج سليمان عليه السلام يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك فقال: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم”، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فمن عمل الخير فلن يذهب سدى وهباء فلو لم يشكره الناس فالله يحفظ عليه أعماله"وما كان الله ليضيع أيمانكم" أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”، ومن حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو مقبل عليه بوجهه، ونظم هذا الحديث كنظم الجمان وروض الجنان، وفيه كما قال الغزالي رد على كل عالم أو عابد عبس وجهه وقطب جبينه كأنه مستقذر للناس أو غضبان عليهم أو منزه عنهم، ولا يعلم المسكين أن الورع ليس في الجبهة حتى تقطب ولا في الخد حتى يصعر ولا في الظهر حتى ينحني ولا في الرقبة حتى تطأطأ ولا في الذيل أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter