وهل كانت القيادة الفلسطينية تستشير الجزائر؟ نحن مع المقاومة والثورة الفلسطينية والجزائر ثابتة على مواقفها، أما قرار القيادة الفلسطينية فإنه من حقهم، وقد اشتكى لي حبش وحواتمة من عرفات واتصالاته السرية في أكثر من مناسبة، وقد اشتد الضغط الأمريكي على الجميع وفضّل عرفات التوجه إلى تونس، أما المرحوم أبو جهاد فاختار الأردن، وكان يدخل لبنان سرا باعتباره رمزا للمقاومة ومن رجالها. أما نائبه فكان همه المقاومة وكيفية مواصلة قتال الصهاينة، وهذا السبب هو الذي كان وراء اغتياله في تونس. وهي كانت قادرة على قتل عرفات، والحقيقة كان بإمكانها قتل الجميع وعندما جاء في أولوياتها ضرورة قتل عرفات قتلته. وأنا لا أشكك أبدا بعرفات ولا بسياسته، ولكن الذي دفع عرفات لاحقا إلى أوسلو يتعلق بمحيطه العربي، فبعد الأردن وسوريا وخروجه من لبنان، لم يتركوا له أي خيار. ما الدور الذي كان على المصريين تحديدا لعبه في هذه الفترة؟ في سنة 1965 كانت الضفة الغربية مسؤولية أردنية، وقطاع غزة مسؤولية مصر، وقد خسر عرفات الضفة والأردن، وبقيت غزة وهنا على المصريين الذين انسحبوا من الصراع أن يحرروا غزة، كما استرجعوا سيناء فهذه مسؤوليتهم وعليهم واجب إعادتها وتحريرها من الصهاينة. ما الذي زج بالفلسطينيين فيما عرف لاحقا بحرب المخيمات؟ عرفت المخيمات الفلسطينية في لبنان، ووقفت على مدى معاناتهم والقسوة الرهيبة التي يعيشونها، وقد انتقلت الحرب في تلك الفترة من مخيمات بيروت إلى مخيمات طرابلس، بعد الحصار الذي جرى ضربه على عرفات. وكنت أنا الوحيد الذي استطاع الوصول إلى طرابلس بعد حصارها، وكان معي الصادق زويتن. حصار عرفات كان من قبل الجبهة الشعبية القيادة العامة، تدعمها القوات المرافقة لقيادة عرفات، وبفضل علاقاتنا مع الوطنيين اللبنانيين، دخلنا المخيمات المحاصرة وقابلت أبو عمار وأبو جهاد. وبعدها مباشرة كانت حرب المخيمات والصدام مع حركة «أمل»، وأذكر أني طلبت من الأخ نبيه بري، ألا يتعرض للفلسطينيين بأذى ولكن سرعان ما حدث ذلك. في أثناء حصار عرفات انشق أبو موسى عن حركة فتح مشكلا تنظيم فتح الإنتفاضة، وتحالف مع أحمد جبريل ضد قوات عرفات وأبو العباس قائد جبهة التحرير الفلسطينية الذي كان قد انشق في نهاية السبعينيات عن القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل، ومن span styl