هل استجابت الجزائر لطلب جورج حبش؟ في الجزائر، جرى استقبالنا من قبل المرحوم لكحل عياط، ونظرا للاحترام الشديد الذي كان يحمله، خاصة الرئيس الشاذلي للمرحوم حبش، تم إرسال أربع طائرات عسكرية إلى دمشق، كانت ثلاث طائرات محملة بالأسلحة والرابعة بلباس الميدان العسكري. وهنا واجهتنا معضلة كبيرة وأجبرتنا الضرورة للسفر نحو ليبيا والسودان دون المرور فوق قبرص، فتوجهنا نحو السودان ومنها إلى السعودية، يعني كنا مضطرين لتغيير مسار الطائرة، إذ لا بد لنا من الطيران في الأجواء العربية فقط. وفي السعودية قامت الطائرات بإجراءات الصيانة والوقود فنزلنا بمطار جدة، أربع طائرات «أنتونوف» جزائرية عسكرية، وماهي إلا فترة حتى جاءنا عقيد أمريكي يرافقه مترجم سعودي وطلب منا السماح له بتفقد الطائرات فتأزم الموقف. هل خضعتم لطلب العقيد الأمريكي في المطار السعودي؟ أمام إلحاح العقيد الأمريكي، رفضت بشدة وازداد إصراري على الرفض، وقلت له: «إن الجزائر لم تعتد أو تعمل على خيانة أصدقائها، وهذه طائرات «أنتونوف» روسية كما تعلم، فلو أن بلادك منحتنا طائرات أمريكية، وطلب منا السفير الروسي تفقدها فلن نسمح له بذلك. فألح الأخ السعودي مجددا، فأجبته: «والله لن يصل الطائرات إلا على جسدي، وأخيرا تفهم الأمريكي الموقف فسمح لنا بالمغادرة، فطرنا نحو دمشق وبالفعل وصلنا سوريا بسلامة، وفي المطار أشرف على تسليم السلاح أبو ماهر (محمد غنيم) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومكثت في دمشق طيلة تلك المدة، وجرى الاتفاق بضغط أمريكي على خروج المقاومة من لبنان، وكان الاتفاق يقضي بتوجه القيادة الفلسطينية إلى تونس والمقاتلين إلى اليمن والجزائر، ولم تكن علاقات المرحوم ياسر عرفات، مع دمشق جيدة، فالسوريون يشكون في وجود اتصالات فلسطينية سرية مع إسرائيل، وعرفات يرفض الوصاية السورية على منظمة التحرير.