تعتبر الصلاة في المساجد شيئا مقدسا بالنسبة للصائمين برمضان، لكن الغريب أنهم باتوا لا يحترمون حرمة المكان فكانوا سببا في إنتشار مظاهر سلبية بها فتحولت بيوت الله إلى فنادق وأماكن للتجارة، بينما وجدت المصليات فيها مكانا مناسبا للبحث عن زوجة مستقبلية بداخلها . في وقت سبق كانت للمساجد حرمتها التي يستحيل على المصلين إنتهاكها، لكن بمرور السنوات بدأت الظواهر السلبية تغزو مساجدنا وتتكرر مشاهد إنتهاك المصلين لقدسية بيوت الله بتصرفاتهم الغريبة بقدوم شهر رمضان، ولم يجد بعضهم حرجا في تحويلها إلى مراقد في وضح النهار هروبا من حرارة الصيف الشديدة غير أبهين بالمصلين الذين لايجدون راحتهم في أداء صلواتهم مع تعالي أصوات الشخير، كما تباينت تصرفات النسوة المقبلات على صلاة التراويح اللواتي بتن ينتهزن فرصة الإقبال الكبير لبنات حواء بهدف تحقيق الربح ببيع ما يحملن بحقائبهن من مجوهرات وملابس. ناهيك عن تحويل المساجد إلى مجالس للنميمة والكلام عن عيوب المصليات، لكن مازاد الطين بلّة، أن الشابات بتن يوهمن عائلاتهن باللجوء لصلاة الترويح قصد الخروج للسهر مع أصدقائهن ثم العودة إلى المنازل بإنتهاء التراويح. مساجد تتحول الى فنادق في رمضان لم يجد الصائمون أي مانع في التوجه للمساجد للنوم والتمتع بالمكيفات هروبا من حرارة الشمس، ويشتكي المصلون بقدوم رمضان من ظاهرة النوم العميق للبعض، وحسب قولهم فإنهم يتمددون في أماكن الصلاة فلا يجدون أماكن شاغرة لأداء فريضتهم، كما أضافوا أنهم يواصلون نومهم بحلول مواقيت الصلاة والغريب أن نومهم العميق يدفعهم إلى إرتكاب تصرفات دون وعي إمتزجت بين خروج الريح وأصوات الشخير التي تزعج المصلين. تدافع المصلين وسرقة الأحذية في صلاة التراويح تشهد مختلف مساجد العاصمة، فوضى عارمة وسوء تنظيم بموعد صلاة التراويح عادة ما ينتهي بنشوب شجارات بين المصلين الذين يتدافعون للظفر بأماكن داخلها، والغريب أنهم لايحترمون المسنين فيتسببون في سقوطهم لكن الغريب أن يخرج المصلون من التراويح فلا يجدون أحذيتهم ما يوقعهم في موقف حرج، وهو ما أكده لنا جل من تحدثنا إليهم، مضيفين أنه من المشين أن يرتكب المصلون هذا الفعل المحرم بشهر رمضان. عوض أن ينالوا الحسنات فإنهم يرتكبون الذنوب كما إستغربوا لإنتشار ظاهرة السرقة ببيوت الله. روضة أطفال!! تتوجه النسوة نحو المساجد لصلاة التراويح برفقة أطفالهن وغالبا ما يكونون مصدر إزعاج للمصليات اللواتي لايجدن راحتهن في أداء صلاة التراويح أمام تعالي صراخهم، وكذا التجول والركض بين صفوف من يؤدون الصلاة ما يتسبب في كثير من الأحيان في قطع صلاتهم، والغريب أن الأمهات لا يتجرأن على إسكات أطفالهن، كما يقطعن صلاة التراويح لإرضاع أطفالهن وكثيرا ما يكون شجار الأطفال العنيف محل إزعاج المتواجدين بالمكان، ناهيك عن نشوب مشادات بين أمهاتهن. مجالس للنميمة! في زيارة قادتنا إلى أحد المساجد في العاصمة، تفاجأنا خلال صلاة التراويح بتصرفات المصليات السلبية اللواتي لا يحترمن حرمة المكان بل يتعمدن تشكيل جماعات للحديث عن عيوب المصليات أو معايرتهن بسخرية، فتتعالى أصوات ضحكهن تزامنا مع صلاة التراويح ولم تتوقف مشاهد إنتهاك حرمة المساجد لهذا الحد بل إمتدت إلى حد نشوب شجارات بين المصليات، ناهيك عن التلفظ بكلام قبيح لايليق بالمكان والسبب الوحيد هو الكلام في الغيبة ولا تتوقف المصليات عن الحديث بمشاكلهن أو عن وصفات الطبخ. حلويات السهرة في صلاة التراويح لم تجد المصليات المتوجهات لصلاة التراويح أي مانع في تحويل مساجد العاصمة إلى مجالس للسهر والسمر، غير واضعين أي أهمية لحرمة المكان بل يحملن معهن قففا تحتوي على حلويات السهرة لتناولها بالمسجد، وهو ما أخبرتنا به إحدى المصليات التي حدثتنا عن تصرفات غير لائقة باتت منتشرة بشكل كبير داخل المساجد، من بينها التوقف عن أداء الصلاة لتناول حلويات السهرة كما يتركون بقايا الطعام فيتسببن في تلوث المكان. فرصة لسهر الشابات ليلا لم تعد المتوجهات لصلاة التراويح يحملن هدف عبادة الله أو طاعته، بل بات هدفهن الوحيد الخروج من منازلهن ليلا وغالبا ما توهم الشابات عائلتهن بأداء صلاة التراويح لكنهن يقصدن أماكن أخرى للتمتع بالسهرات الرمضانية مع تحديد مواعيد سابقة، لكن ما زاد الطين بلة أنهن يلتقين بأصدقائهن لممارسة طقوس العشق المنافية لدينهن الحنيف، وهو ما علمناه من إحدى المصليات التي أخبرتنا أن صديقتها توهم عائلتها المحافظة بأداء صلاة التراويح لكنها تغير ملابسها للقاء حبيبها وإكمال سهرتها برفقته مع الرجوع للمسجد قبل دقائق من إنتهاء التراويح. مسنّات ضحايا تدافع المصليات من المظاهر السلبية التي إجتاحت مساجد العاصمة، تدافع المصليات وعدم احترام المسنّات اللواتي يدفعن ثمن تصرفاتهن بالسقوط أرضا، ليصل الأمر إلى حد إصابتهن بكسور أمام إختفاء صفة الشفقة أو الرحمة من قلوبهن، ناهيك عن عدم الإكتراث لكبر سنهن وسوء معاملتهن في حالة مطالبة الشابات بترك مساحة لهن. مساحات للتجارة في بيوت الله تستغل النسوة إزدحام المساجد بالمصليات في صلاة التراويح لتسويق منتجاتهن، وعوض أداء فريضة الصلاة تتفنن بعضهن في عرض المجوهرات والعباءات بهدف بيع أكبر عدد منها، والغريب أنهن لا يجدن أي مانع في تحويل بيوت الله إلى مكان للتجارة و»البزنسة»، وهو ما لاحظناه بدخولنا لمصلى النساء الذي تحولت مساحة منه إلى مكان لعرض السلع الموجودة بحقائبهن. البحث عن زوجة مهمة المصليات تحولت المساجد إلى أماكن للتعارف وتحقيق مشاريع الزواج، بعدما إستغلت المصليات تواجد الشابات الملتزمات بصلاة التراويح لترصد خطواتهن ومراقبة تصرفاتهن للقيام بمهمة البحث عن زوجة صالحة لرجل العائلة، كما تحرص المسنّات على العثور على شابة تتمتع بأخلاق عالية لتكون زوجة مستقبلية لأحد أبنائها، بينما تلعب أخريات دور الخاطبة داخل المساجد في رحلة بحث عن شابة تتصف بالشروط المطلوبة من قبل الشاب. النوم في المساجد مباح بشروط أكد المستشار الإعلامي للشؤون الدينية، في تصريح سابق أنه لا مانع من النوم في المساجد، ولكن ليس بطريقة تسيء لحرمة المسجد. كما ذكر أن تلك المسألة أصبحت ظاهرة صيفية لإرتباطها بتوفر المكيّفات الهوائية في بيوت الله، وأوضح أنه لا يمكن مراقبة من يدخل إلى المساجد. ولكن يبقى ما يسمى احترام آداب المسجد المنصوص عليها في السنة النبوية هو الفاصل، فإذا شعر الصائم بالتعب أو الإرهاق في فصل الصيف، وخاصة في الفترة ما بين صلاة الظهر والعصر، يكون النوم هنا مباحا لأخذ قسط من الراحة مع التحكم في النوم، أي لا ينام إلى حد الشخير فيزعج المصلين أو يعترض طريقهم بمد الأرجل، كما أبرز أن كبار السن أو المرضى معذورون، ويجب معاملتهم معاملة خاصة وتثقيفهم عن طريق توعيتهم بضرورة إحترام أداب المسجد. غياب ثقافة أداب المسجد لدى المصلين يرى الأئمة أن الظواهر السلبية التي غزت المساجد برمضان سببها غياب ثقافة إحترام بيوت الله، كما أكدوا أن إزعاج المصلين أو قطعهم عن الصلاة مناف لتعاليم الدين الذي حث على احترام أداب وخصوصيات هذا المكان المقدس، كما أكد أحد أعضاء المجلس الإسلامي، في تصريح سابق أن بيوت الله ينبغي أن تحترم وأن لا يدخلها الإنسان إلا على طهارة ووضوء، لذا اعتبر المتحدث أنّ «ما نشاهده في بيوت الله من نوم ومَدِّ أرجُل، وإدخال صبيان وكثرة كلام فيما لا يعني، أنه تقليل لأداب المسجد وانتهاك لحرمته». وأضاف أنّ المساجد «لم تُبن للنوم ولا للكلام غير الصالح وغير المفيد». واستنكر الشيخ ظاهرة مَدّ الأرجل في المساجد وقال «كثير ما نرى رجالاً يمدّون أرجلهم ويعترضون طريق الداخلين إلى المسجد لأداء الفريضة والعبادات»، كما حذّر علماء الدين من الذهاب إلى المساجد بهدف تحقيق المصالح لا للعبادة سواء للتجارة أو البحث عن زوجة.