تهتم العائلات الوهرانية على غرار باقي العائلات الجزائرية خلال شهر رمضان بالذهاب إلى المساجد، فالرجال يؤدون الصلوات المفروضة في المسجد، أما النساء فيجدن فرصة الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث تكتظ المساجد بدءاً من إنتهاء تناول الإفطار. حيث بخرجن من بيوتهن جماعات جماعات لأخذ الصفوف الأولى من المسجد لقراءة بعض آيات القرآن والتدبر فيه، تحدثنا مع الحاجة بحرية التي وصفت لنا كيفية الإستعداد والتأهب لأداء صلاة التراويح، فقالت ‘'مع إقتراب شهر رمضان أحرص على صلاة التراويح التي أجد فيها راحة كبيرة وأحبذ أن أذهب باكراً لأجلس في الصفوف الأولى، حيث يقل الإكتظاظ والضجيج خاصة وأن بعض النسوة يحضرن معها أطفالاً صغاراً''، كما تحرص الكثير من النسوة اللواتي يجدن صعوبة الذهاب لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان خاصة ربات البيوت العاملات، ولكن هذا لا يمنعهن من أداء هذه السنة العظيمة، وهذا ما لمسناه عند السيدة يمينة وهي موظفة وأم لأربعة أبناء حيث تقول ‘'إن ملاذي الوحيد في شهر رمضان هو أدائي صلاة التراويح بالرغم من أن نهاري مرهق جداً، حيث أعمل داخل وخارج البيت وخاصة في هذا الشهر ما يتطلب مجهوداً كبيراً، لكنني مصممة على أداء صلاة التراويح كالعادة''، لا حظنا إستعداد الكثير من النسوة بمختلف أعمارهن وتباين مستوياتهن الثقافية إلى حضور صلاة التراويح وهذا ما لمسناه عند السيدة رادية، حيث تقول: ‘'في السنوات الماضية أكثر ما يميز المساجد توافد فئة المسنات بأكبر نسبة من الشابات لأداء صلاة التراويح، ولكن خلال السنوات القليلة الماضية لاحظنا توافد كبير للشابات والنساء المتزوجات، حتي الفتيات الصغيرات أصبحن يرافقهن أمهاتهن حباً في تقليد الكبار وأداء صلاة التراويح ‘'. وكما ذكرت السيدة جميلة أن هذا الشهر المعظم الوقت فيه محصور جداً بين الطبخ والتنظيف علاوة على درجة الحرارة المرتفعة. لذلك نجد بعض الصائمات تكتفين بأداء الصلوات المفروضة في بيوتهن. إلا أن المؤسف جداً هي بعض التصرفات السلبية التي تعمد بعض النسوة اللواتي تؤذين صلاة التراويح في المساجد القيام بها والخارجة عن أخلاق المسجد التي ينهي عنها ديننا الحنيف وقد تنقص من أجرهن منها الحديث فيما بينهن داخل المساجد لترتفع أصواتهن متسببات في إزعاج باقي المصليات مما تفقد هذه السنة روحانياتها، كما تعتمد البعض منهن إلى الحضور إلى الصلاة برفقة أطفالهن الصغار الذين لا يعرفون سوى اللعب في الأماكن المخصصة للصلاة، حتى لا يتركن أبنائهن لوحدهم بالبيوت أو لأنهن وحسب قولهن يردن أن يعلمن أطفالهن كيفية الصلاة وبعث الروح الإيمانية في نفوسهم من أجل التقرب إلى الله، متناسين أنهن بأماكن مقدسة لها حرمتها وآداب التصرف جزء من هذه الحرمة وكذلك الإنصات إلى الإمام وإحترام باقي المصليات.