تنشط أسواق دائرة مغنية الحدودية مع التراب المغربي إلى درجة تشابه الليل مع النهار. وتعرف مغنية حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة، ويتميز شهر رمضان المبارك بمظاهر كثيرة ومتنوعة، والاحتفال به له خصوصية مميزة عن باقي مناطق تلمسان، باعتبار ان دائرة مغنية تتشابه في عاداتها وتقاليدها مع المملكة المغربية، ويتميز الشهر المبارك بعادات أسرية ترجع الى عشرات السنين منها إقامة مواكب الخطبة بالنسبة للفتيات، وتقديم الهدايا ليلة 27 رمضان. كما تحتفل بعض العائلات في ليلة القدر بختان أطفالها بتنظيم سهرات دينية تحييها فرق انشادية معروفة بالمنطقة إلى حدود موعد السحور، وفي هذا الشهر المبارك تتلألأ الأحياء الشعبية في المدينة، إذ تضاء واجهات المقاهي وقاعات الحفلات وأكاليل المصابيح المتعددة، كما تعرف المساجد حركة غير عادية منذ آذان العشاء، ويجتمع المواطنون لآداء صلاة التراويح. ولمائدة الإفطار بمغنية في تلمسان، نكهة خاصة لدى العائلات التي تصر على الحفاظ على تقاليدها وعاداتها، ومن العادات الحميدة التي تواكب هذا الشهر الكريم من ليلة دخوله التي يطلق عليها في مغنية «ليلة الفرحة الكبرى»، أين تقام الحفلات وتضاء الشموع احتفالا بليلة القدر المباركة، وتقدم أشهى الحلويات والمأكولات فرحا بهذه الليلة المباركة التي تعتبر خير من ألف شهر. ومنذ الليلة الاولى لشهر رمضان، تأخذ مائدة الإفطار صبغة خاصة لدى سكان مغنية الذين يسهرون على تنويعها يوميا بأشهى المؤكولات، ومن أبرزها طبق البريك الذي يتصدر المائدة في كل البيوت، اضافة الى الطاجين الذين يتشكل من اللحم والزبيب او الزيتون، فضلا عن الحريرة المغربية التي لها نكهة خاصة وذوق مميز يجلبك نحوها، مثلما ذكر عبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة الاسبق، ذات مرة حين قال انه يشتاق الى حريرة مغنية الشهية. ومن الأطباق الأخرى الشعبية التي توجد على مائدة الإفطار، ولا يستطيع المواطن بمغنية الاستغناء عنها طبق «البوراك» الذي له نكهة خاصة لدى العائلات الجزائرية، ومن العادات البارزة خلال شهر رمضان اعتناء أصحاب المخابز بتنويع أصناف وأشكال الخبز واعطائه حلّة جديدة تتماشى والشهر الكريم. أما ليالي رمضان بمغنية، فتعرف تبادل الزيارات بين الأقارب والأحباب وتكون مناسبة لإقامة السهرات وإعداد الأصناف المتنوعة من الحلويات المميزة لهذا الشهر كلٌّ حسب عاداته وإمكاناته، حيث اهم ما يميز هذه السهرات الرمضانية هنا بأقصى نقطة حدودية الشاي والقهوة والحلويات، حيث لا تخلو سهرة من هذه المكونات الأساسية التي تزينها القعدات والمحاجيات، كما يطلق عليها محليا وهي نوع من القصص الخيالية ومع اقتراب الايام الاخيرة لهذا الشهر الكريم تبدأ العائلات بمغنية في سباق مع الزمن لتحضير أشهى المأكولات والحلويات تحسبا لعيد الفطر المبارك، حيث تدخل أغلب النساء في شبه مسابقة لتحضير الحلويات وسط جو من المرح والتضامن بين العائلات.