أثارت حادثة الإفطار جهرا في نهار رمضان منتصف نهار يوم السبت الماضي انزعاج سكان منطقة القبائل الذين نددوا بهذه الجريمة التي اعتبروها خروجا عن طريق الهداية، وكردّة فعل على ما أقدم عليه المتطرّفون في ساحة الزيتونة، قام أول أمس بعد آذان المغرب سكان تيزي وزو بقلب موازين أتباع فرحات مهني بعد توافد أعداد هائلة من لجان الأحيان وسكان القرى الصائمين الذين فاق عددهم ال 300 شخص قدموا من أجل الإفطار الشرعي وأداء صلاة المغرب جماعيا في نفس المكان الذي أفطر فيه آكلوا رمضان علنا وأمام الملأ قبل ثلاثة أيام، إذ لا تزال ردود الأفعال متواصلة عبر شوارع تيزي وزو وبقوّة وقال سكان المنطقة أنّ الذين أقدموا على إنتهاك حرمة رمضان لا يقربون بصلة إلى أهالي المنطقة المحافظين الغيورين على دين الله الحنيف ولا ينتمون أبدا إلى أهالي منطقة القبائل الشرفاء، وقد لجأت الطائفة إلى تلك الطريقة لأبعاد سياسية وتشويه سمعة سكان تيزي وزو على وجه الخصوص والجزائر عامة، إلا أنّ هدفها لم يكن مرجوّا بحيث قوبلوا بالفشل والاستهتار من طرف الحريصين على أداء سائر الفرائض الدينية سيما الصلاة والصوم وحفظ القرآن الكريم، وهو ما يعكسه تعدّد بيوت الرحمن من المساجد والزاويا القرآنية التي يزداد نشاطها خلال شهر الرّحمة لتحفيز النشء على التشبث بماجاء في كتاب الله، كما أنه يتخرج سنويا عشرات من الائمة والمعلمين والدارسين لكلام الله من معهد تكوين الإطارات الدينية ببلدية «إيلولة أومالو» مسقط رأس زعيم حركة الانفصاليين «الماك» فرحات مهني الذي يرمي بشظاياه على سكان تيزي وزو، من دون وعي منه بقداسة شهر الرحمة ومكانته في قلوب القبائل، وقد لقي النداء الذي وجّهته لجان الأحياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد حادثة الإفطار العلني جهرا إستجابة قوية من طرف المتمسكين بفريضة الصيام من سكان المنطقة وحتى خارجها حيث ضاعف عددهم عدد المتجمهرين يوم السبت الماضي في ساحة الزيتونة ومواجهة الخارجون عن شرع الله بالردّ عليهم في نفس المكان والافطار الشرعي في أجواء إيمانية محضة، مشيرين إلى أنّ ما أقدم عليه أنصار الماك لن يزعزع مكانة الإيمان لدى سكان منطقة القبائل المسلمين .