تبنى تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي أول أمس، التفجير الإنتحاري الذي استهدف ثكنة للجيش المالي بمدينة تيمبكتو بإقليم أزواد نفذته ما تسمى بإمارة الصحراء في التنظيم التي كان يقودها أبوزيد. وأكد التنظيم أن منفذي الهجوم الإرهابي ينتميان لكتيبة طارق بن زياد، وهي الكتيبة التي كان يقودها عبد الحميد أبو زيد، مجددا الحديث عن عشرات القتلى والجرحى، وتدمير عدد من الآليات العسكرية وجزء من مبنى الثكنة. وأشار إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف القوات المالية، تمثلت في مقتل 16 جنديا ماليا، وتدمير عدد من العربات العسكرية وأدانت الحكومة المالية، في وقت سابق الهجوم الانتحاري، مشيرة إلى أنه أسفر عن مقتل أربعة انتحاريين، ومدنيين اثنين، وإصابة ستة جنود بالجيش المالي بجروح، ويعد هذا الهجوم، هو الأول الذي تشهده البلاد منذ الانتخابات الرئاسية التي أجريت شهري جويلية وأوت وفاز فيها أبوبكر ابراهيم كايتا. وتعهد الرئيس المالي الجديد، إبراهيم بوبكركيتا، قبل يومين بإعطاء الأولوية للأمن، في الوقت الذي تحارب فيه البلاد ما تبقى من الجماعات المسلحة، التي سيطرت على الشمال المالي لأكثر من تسعة أشهر. وجاء توتر الوضع في شمال مالي أياما بعد إعلان المتمردين التوارق والعرب وقف المفاوضات مع باماكو وانسحابهم من اتفاق السلام الموقع بواغادوغو الصيف الماضي. من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام مالية أن الجنرال المالي أمادو هايا سانوغو، زعيم انقلاب 22 مارس من العام الماضي، والذي أطاح بالرئيس توماني توري، اختفى من محل إقامته بثكنة كاتي العسكرية، بباماكو، بعد تمرد جنود صغار أسفر عن إصابة أحد المقربين من سانوغو بجراح وصفت بالخطيرة. وقد تحرك الجنود أول أمس الاثنين بعد اجتماع عقدوه في كاتي، وقرروا خلاله الاحتجاج على مكافئات وترقية حصل عليها زعيمهم السابق أمادو هايا سانوغو، الذي تمت ترقيته مؤخراً من رتبة نقيب إلى رتبة جنرال. وسيطرت وحدات من الجنود على مناطق في معسكر كاتي، بعد إطلاق أعيرة نارية في الهواء أدت إلى انتشار موجة من الرعب في سكان المعسكر من المدنيين الذين لزموا منازلهم طيلة يوم أمس. وفي أول ردة فعل من طرف الزعيم الانقلابي السابق سانوغو، أرسل مدير ديوانه إلى الجنود الغاضبين من أجل تهدئتهم، ولكنه فشل في المهمة وأخذه الجنود رهينة، فيما تحدثت بعض المصادر عن إصابته بجروح وصفت بالخطيرة. الجنود الغاضبون هددوا بالهجوم على مقر إقامة زعيم الانقلاب السابق، الواقع في المعسكر العسكري القريب جداً من العاصمة باماكو، والذي يعتبر المعسكر الأهم والأكثر تحصينا في مالي. وفي ظل تزايد التوتر في معسكر كاتي، ومواصلة الجنود الغاضبين البحث عن "زعيمهم السابق"، خرجت السلطات الرسمية المالية ممثلة في وزارة الدفاع عن صمتها، واعتبرت أن "هذه الوضعية لا يمكن أن تطول".