خرج نهاية الأسبوع الماضي عشرات السكان من حي سليبة القصديري التابع إقليميا لبلدية براقي في حركة احتجاجية قاموا على إثرها بغلق الطريق الرئيسي الرابط بين المنطقة وبلدية جسر قسنطينة، وذلك تنديدا منهم بالأوضاع المزرية التي يعيشونها بداخل تلك البيوت الهشة منذ أزيد من 30 سنة، دون أن تتحرك السلطات لإخراجهم من بؤس ما يقاسونه. السكان الذين استعملوا العجلات المطاطية والألواح والأحجار لإثارة الشغب ولفت انتباه المصالح المعنية قاموا بقطع الطريق في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا مما استدعى تدخل رجال الأمن بالمنطقة لتهدئة الأوضاع وتوقيف حركة الشباب الثائر الذي راح يلقي بالحجارة على الأعوان ويصرخ بأعلى صوته “نريد السكن.. بركات”، مما خلق نوعا من الفوضى وعرقلة في حركة المرور، حيث اضطرت كل السيارات والحافلات إلى تغيير وجهاتها بالإعتماد على استعمال طريق بن غازي للتنقل نحو الجهة الأخرى، مع العلم أن بلدية براقي شهدت منذ أيام حركة مماثلة لسكان حي ديار البركة الذين قاموا بأعمال شغب وتخريب على مستوى وسط المدينة للتنديد بنفس المشكل، مما تطلب تدخل والي العاصمة السيد عدو لكبير ومسؤولين آخرين لمعالجة مشكل السكن بالبلدية. سكان الحي القصديري الذين يفوق عدد منازلهم ال 160 بيت، أكدوا أن الظروف المزرية التي يعيشونها هي السبب الرئيس وراء خروجهم إلى الشارع، نظرا لمعاناتهم التي طال أمدها بداخل منازلهم المشيدة من الصفيح والزنك والتي يصعب تخيل الحياة بها، كونها لا تصلح حتى لعيش الحيوانات، أكدوا أن الحالة الاجتماعية السيئة هذه كلفتهم الإصابة بعدة أمراض مزمنة كالربو والحساسية، نتيجة صمت المسؤولين القاتل - حسبهم -، على اعتبار أنهم عاشوا لأعوام ينتظرون الفرج دون جدوى، لاسيما وأن العمليات التطهيرية التي شنتها ولاية الجزائر بمعية السلطات العليا للقضاء على السكن الهش وتوفير البديل اللائق لجميع هؤلاء المنكوبين.