سكان ”ديار الشمس”: نتبرأ من أعمال الشغب التي يقودها مدمنو ومروجو المخدرات تواصلت الاحتجاجات بعدة مناطق بالعاصمة منذ ليلة أول أمس، عقب عملية إعادة الإسكان التي مسّت 1235 عائلة في يومها الأول منها سكان حي ديار البركة ببراقي وبني مسوس وديار الشمس، هذه الأخيرة التي ندّد سكان الحي بما يجري من أعمال شغب ضدّ مصالح الأمن والأملاك العمومية، متبرئين منها، ومؤكدين أن ”هذه الأعمال يقودها بعض مدمني ومروجي المخدرات المبحوث عنهم مسبوقين قضائيا يقطنون بالحي والبعض الآخر من الحي ذاته ممن تم ترحيلهم في عمليات سابقة، تم استقدامهم لإثارة الرعب وزعزعة الاستقرار، وتجاوزوا كل الخطوط الحمراء عندما بدأوا يُخلطون بين مطالبهم الاجتماعية والسياسية والمطالبة برحيل المسؤولين”· أعادت التصريحات الجديدة لسكان حي ديار الشمس في حديثهم ل ”البلاد” أمس، الطمأنينة وفك المشكل الذي طُرح منذ ثلاثة أيام عندما انتفضوا ضد ترحيلهم إلى موقع جديد ببئر توتة في إطار عملية إعادة الإسكان التي انطلقت أول أمس، حيث خرجوا في بداية الأمر للتنديد بقرار السلطات دون استشارتهم، ورفضوا الرحيل معتقدين أن الموقع الجديد يقع في منطقة معزولة خارج المدينة، قبل أن تتضح لهم الأمور أمس، عندما جددوا الزيارة للمكان وتحققوا من الموقع الذي سيتم ترحيلهم إليه مكتشفين أنهم وقعوا ضحية ”إشاعات” لم تتدخل السلطات المحلية رغم كل أبواب والقنوات التابعة لها لتوضيح الأمور لهم وسدّ أي ثغرة أمام أي انزلاقات· في هذا الصدد، صرّح السكان في اتصال بهم أمس، أنهم ”يعترفون بوقوع سوء تفاهم حول الموقع، وبعد زيارته تأكدوا أنه يقع وسط مدينة أولاد منديل ببئر توتة، فقررت العائلات التي تحزم أمتعتها منذ أزيد من شهر، الرحيل”· ونظرا للأحداث الجارية في الحي يضيف المتحدثون ”لم تتمكن مصالح الأمن من الدخول إلى الحي بسبب شلة من المشاغبين أغلقوا كل المنافذ وأيضا لتفادي وقوع أي انزلاقات”· وأكد السكان أن ”هؤلاء الأشخاص الذين يقودون الآن أعمال الشغب هم مجرّد منحرفين يحمل بعضهم سيوفا من هنا وهناك، وقارورات المولوتوف للتخويف وإثارة الرعب”· وأشار السكان ”إلى أنهم أصبحوا لا ينامون أثناء الليل خوفا من وقوع اعتداءات من طرفهم، لا سيما أنهم يباشرون أعمال العنف كل يوم مباشرة بعد صلاة العشاء إلى غاية الساعات الأولى من الصباح”· في هذا الشأن، وجه السكان نداء إلى مصالح الأمن للتدخل العاجل لوضع حد لهذه العصابات لاستعادة الأمن، مشيرين إلى أنهم ”مستعدون للتعاون مع مصالح الشرطة ويدلّونهم على مختلف المداخل لمحاصرة هؤلاء باعتبار أنهم يتخذون من وسط العمارات وبعض المداخل موقعا لهم لشن هجوماتهم على مصالح الأمن بمختلف الأسلحة البيضاء”· الإشاعات تُخرج سكان ديار البركة إلى الشارع ومواجهات مع الأمن خرج مئات السكان من حي ديار البركة ببراقي ظهر أمس، إلى الشارع وأثاروا أعمال عنف، حيث أغلقوا الشارع الرئيسي محمد بلعربي بالحجارة وأضرموا النيران في العجلات المطاطية· وبعد تدخل مصالح مكافحة الشغب للتحكم في الوضع واستعادة الاستقرار، شرعوا في رشقهم بالحجارة مستعملين كل الوسائل، مما أدى بجميع التجار إلى إغلاق محلاتهم، وإخلاء مقر البلدية، وحاولوا الهجوم على مقر الأمن الحضري، قبل أن يتصدى لهم أعوان الشرطة باستعمال الغازات المسيلة للدموع، كما تم إخلاء محطة النقل للمسافرين من كل الحافلات خوفا من استهدافها· وقد انطلقت هذه الأعمال بعد أن بلغتهم إشاعة بأن السلطات المحلية قررت ترحيلهم اليوم في اليوم الثاني من عملية الترحيل التي تمس 347 عائلة بديار البركة، إلى مواقع بعيدة، في حين أن السكنات التي تم بناؤها في براقي سيتم ترحيل سكان أحياء باب الوادي إليها، وهو ما آثار حفيظة السكان في ظل غياب دور المنتخبين المحليين الذين يتحملون مسؤولية تغذية هذه الإشاعات ·
كما خرج سكان البيوت القصديرية بهذه البلدية مساء أول أمس، إلى الشارع في احتجاجات عارمة للتنديد ضد إقصائهم وإسكان سكان من خارج البلدية في سكنات تقع على أرض بلديتهم يعتقدون أنها تابعة للبلدية· حيث اندلعت مشادات بين سكان الحي القصديري ببني مسوس وقوات الأمن بعد خروج العشرات، في حدود الساعة التاسعة من ليلة أول أمس، حيث قاموا بقطع الطريق الرابط بين بني مسوس وشوفالي بالقرب من مستشفى بني مسوس·
فاطمة الزهراء·أ
بعد حرمانهم من برنامج الترحيل: سكان حي سيدي امحمد بباب الزوار يعتصمون أمام الولاية اعتصم أمس، عشرات الأشخاص من سكان حي سيدي امحمد ببلدية الزوار أمام مقر ولاية الجزائر، احتجاجا على عدم إدماجهم ضمن قائمة المستفيدين من البرنامج الترحيلي للسكن· ونظمت طيلة يوم أمس عشرات العائلات التي تقطن في أقبية بعمارات سوريكال أو ما يسمى بحي سيدي امحمد بباب الزوار، يوما احتجاجيا طالبوا فيه السلطات الولائية بإعادة النظر في قرار حرمانهم من السكن الاجتماعي وعدم تصنيفهم ضمن المستفيدين من برنامج الترحيل، وهذا بعد استفادة بعض العائلات تقطن معهم في نفس الحي·
وحسب تصريحات أحد أفراد العائلات المحتجة، فإن اللجنة المكلفة بإحصاء البيوت الهشة ظلمتهم بعدم تسجيلهم ضمن قائمة المرحلين، وهذا رغم وقوفها على حجم المعاناة التي يعيشون على وقعها في أقبية عمارات سوريكال منذ الاستقلال تقريبا، مؤكدا أن حوالي سبعين عائلة تقطن في ظروف قاسية وغير إنسانية تحت تهديد الأمراض المزمنة·
وكان سكان حي 20 أوت 55 ببلدية باب الزوار أو ما يعرف بسوريكال، قد احتجوا عدة مرات على ظروفهم المعيشية في أقبية من غرفة واحدة منذ حوالي أكثر من أربيعن سنة· كما قاموا في بداية السنة الجارية باقتحام حوالي مائتي شقة جديدة بالعمارات الكائنة حاليا بحي الموز، لكن قوات الأمن تمكنت من إخراجهم في نهاية المطاف، بعدما قدمت لهم السلطات المحلية لباب الزوار ضمانات بترحيلهم وإنهاء معاناتهم حسب أقوال محتج آخر·