استبعد مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك، إمكانية تعرض المستهلكين الجزائريين إلى الإصابة بالسرطان نتيجة استهلاك اللحوم الحمراء، على اعتبار أن "برنامجنا الغذائي لا يرتكز عليها عكس الدول الغربية". قال زبدي إن الإفراط في تناول هذا التنوع من الأغذية يمكن أن يؤدي فعلا إلى الإصابة بحالات مرضية، نتيجة غزارة المواد البروتينية التي يتلقاها الجسم، والتي يمكن علاج البعض منها، عكس أخرى، الوضع الذي يفرض على المستهلك إتباع التنوع الغذائي كوسيلة للوقاية من مختلف التهديدات الصحية، التي يمكن أن تنجم عن عملية الإفراط في تناول بعض الأنواع الغذائية، التي تخضع لمبدأ الميزانية الاقتصادية لكل عائلة جزائرية، والذي يعد أقل بكثير من دول الخارج، ما ينعكس بصورة مباشرة على الاستهلاك الوطني العام للحوم الحمراء سنويا والذي يصنف في خانة "دون المستوى العالمي" بالنظر إلى افتقار غذاء المستهلك الجزائري إلى المواد البروتينية المتواجدة باللحوم. واعتبر المتحدث اللحوم المجمدة بابا ثانيا في التهديد من حيث أن هذا النوع من المواد الحساسة المجمدة، يمكن أن تلحق أضرارا صحية بليغة بالمستهلك، من حيث عدم التقيد بمعايير تجميدها وحفظها مع تجاوز المدة المقررة لذلك. تستورد من 60 إلى 70 ألف طن من اللحوم من الخارج الجزائر توفر 60 بالمائة من حجم استهلاك اللحوم قال الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، إن إنتاج الجزائر من اللحوم يبلغ 600 ألف طن سنويا، 350 ألف طن منها لحوم حمراء و250 ألف لحوم بيضاء، وتستورد الجزائر من 60 إلى 70 ألف طن من اللحوم من الخارج أغلبها مجمدة. وقال بولنوار إن الجزائر تسجل عجزا في إنتاج اللحوم ب40 بالمائة، ويبلغ الطلب المحلي على اللحوم مليون طن سنويا، وقال إن الفرد الجزائري يستهلك بين 16 و17 كلغ من اللحم سنويا، وهو أقل من المعدل العالمي، أي 25 كلغ في السنة. وفي النهاية لا يستهلك الجزائريون غير 80 ألف من اللحوم بكل أنواعها خلال شهر رمضان، أي أكثر من المعدل السنوي، استثاء في هذا الشهر الخاص جدا. يمثل خطورة بالغة على مرضى السكري ويعوق قدرة الكبد والبنكرياس اللحوم الحمراء وخطر الإصابة بالسرطان تعتبر اللحوم الحمراء من الأطعمة الهامة والمفضلة لدى العديد من الأشخاص الحريصين على تواجدها على مائدة الطعام بصفة مستمرة وبكثرة للاعتقاد الخاطئ والشائع بالحصول على القوة الجسدية، دون الاكتراث لحقائق هذه اللحوم سواء المفيدة التي تتمثل في إمداد الجسم بالعناصر الغذائية والبروتينات والأملاح المفيدة، فضلاً عن توفير بعض أنواع الدهون ذات القيمة الغذائية الضرورية التي يحتاج إليها الجسم دائماً. هذا بالإضافة للمخاطر التي يتعرض لها الإنسان نتيجة الإفراط في تناولها بدءا من حدوث الاضطرابات المعوية مثل الإسهال أو الإمساك أو الحموضة، إلى جانب الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكولسترول ثم الإصابة بأمراض القلب وأيضاً مرض النقرس. وسط فوائد ومخاطر اللحوم الحمراء وكيفية الاستفادة منها. د. فوزي الشبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، يؤكد أن تناول اللحوم الحمراء أهمية كبيرة وقيمة غذائية عالية المجال، لاحتوائها على نسبة كبيرة من الزنك الذي يقوم بالحفاظ على حاسة الشم وتنظيم مستوى السكر بالدم ومستوى التمثيل الغذائي للجسم بشكل عام. وكذلك تعمل اللحوم أيضاً على رفع نشاط الجهاز المناعي، ومساعدة الجروح السطحية على الالتئام سريعاً بفضل عنصر الزنك الحيوي الذي يمتد للأنسجة المصابة. فضلاً عن توفيرها لعنصر الحديد الضروري في الحفاظ على مستوى "الهيموغلوبين" بالدم وحماية الإنسان من أمراض فقر الدم الخطيرة. لذا يجب تناول كميات معتدلة على مدار يومين أو ثلاثة أيام من الأسبوع فقط، بحيث تصل حجم القطعة منها حوالي 50 غراما يومياً للحصول على العناصر الغذائية الهامة التي تحتويها مع تجنب الإفراط في تناولها واعتبارها وجبه أسياسية على الطعام مما تؤدي لأمراض الكولسترول وعدم انتظام ضغط الدم لاسيما الإصابة بأمراض الكُلى. ويقول د.محمد الباسل استشاري الغدد الصماء والسكر، إن تناول اللحوم يمثل خطورة بالغة على مرضى السكر المرتفع، لوجود الأحماض البروتينية ذات تركيز أعلى يعوق قدرة الكبد و"البنكرياس" على تنظيمه بالدم لكثرة تناول اللحوم الحمراء، مؤكداً على ضرورة اعتدال مرضى السكر من تناولها بالطرق الصحية سواء كانت مسلوقة أو مشوية، والحرص على تناول الأدوية الخاصة بالسكر بانتظام لتجنب توابع عدم انتظامه في الدم. بينما يحذر د.محمد نصر استشاري الأمراض الباطنية والقلب، من تناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة خاصة تلك التي يُضاف إليها الكثير من التوابل والملح، مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم بصورة خطيرة، كما يحذر أيضاً تناول اللحوم لمرضى القلب لتجنب ارتفاع الكولسترول أو الدهون المشبعة التي تقوم بكتريا الأمعاء بتحويلها للكبد عن طريق مادة "الكارنتين "، ومن ثم تحويلها لمواد كيميائية أخرى مرتبطة بتراكم الدهون في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تفاقم الإصابة بأمراض القلب وحدوث الوفاة. بعكس الأشخاص الأقل تناولاً للحوم والاعتماد على النباتات بصفة مستمرة مما يشجع على نمو البكتريا المفيدة لإصدار الطاقة التي يمكن الحصول عليها من خلال البروتينات الصحية مثل الأسماك والدواجن والبقول والبيض والمكسرات. فيما ينصح د.أحمد خورشيد خبير التغذية، بإتباع النظام الغذائي الصحي أثناء تناول اللحوم الحمراء والاستفادة منها مع تجنب الأضرار اللاحقة على تناولها قدر المستطاع، وذلك من خلال تناول اللحم باعتدال بحيث لا تزيد حجم القطعة عن 65-100 غرام من اللحم الأحمر ثلاث مرات أسبوعياً، بشرط التخلص من الدهون الموجودة بها قبل عميلة الطهي، وينصح أيضاً بإضافة الليمون والبقدونس إلى الحساء أو اللحم لامتصاص الدهون الضارة. وشدد خبير التغذية من الإفراط في إضافة الملح للحوم واستبدال ذلك بالليمون عوضاً عنه لتخلص الجسم من السموم. وحذر من عملية تحمير اللحوم، مع ضرورة إن تكون عملية الشي مصحوباً بالكثير من الخضروات مثل البطاطس والبروكلي والفلفل وغيرها من هذه الأغذية التي تمنع تكوين الأمينات المسببة للسرطان خلال "الشواء".