ينسى كثير من الناس أن المعدة في رمضان تعودت أن ترتاح فترة لا تقل عن 12 ساعة، لكن مع حلول أيام العيد تكثر الولائم، ويسارع هؤلاء إلى ملء بطونهم بالحلويات والأطعمة الدسمة والأغذية الشعبية التي تعج بالسعرات الحرارية، من دون توقف، وهذا بالطبع تصرف خاطئ ينتهي بالتخمة والإصابة بالاضطرابات الهضمية، وبارتفاع في مستوى السكر والشحوم في الدم، وكثير من هؤلاء ينتهي بهم الأمر في أقسام الطوارئ بالمستشفيات. ولتجنب الوقوع تحت هذه المشاكل الهضمية، عليكم بالنصائح الآتية: - العودة تدريجاً إلى نظام الوجبات الرئيسية، حيث تكون أقرب في البداية إلى أوقات الفطور والسحور، ومن ثم يتم الانتقال تدريجاً إلى أوقات الوجبات المعتادة من أجل مساعدة الجسم على استعادة نظامه الغذائي العادي . - تعويد المعدة على استقبال الطعام تدريجاً، وخير ما يجب فعله في هذا المجال البدء بتناول كميات صغيرة من الطعام من أجل إتاحة الفرصة لعملية هضم كاملة ومريحة، وبالتالي الحيلولة دون الوقوع في مطب عسر الهضم. - تناول وجبات صغيرة ومتعددة بهدف إراحة الجهاز الهضمي وحمايته من الوقوع في مأزق التخمة وما يرافقها من منغصات مزعجة مثل الحرقة المعدية، والغازات البطنية، وسوء الهضم، والمغص. وينصح بشدة في مضغ الطعام جيداً لأنه يلعب دوراً جوهرياً في الوقاية من الاضطرابات الهضمية وفي تهيئة المعدة لطرح إفرازاتها. وينصح أيضاً بالتوقف عن تناول الطعام فور الشعور بالشبع. - تفادي التهام الطعام باستمرار طوال النهار، وهذا ما يفضي إلى عواقب صحية أبرزها زيادة الوزن. - تجنب الإفراط في تناول الحلويات والبروتينات والدهون الحيوانية، فموائد العيد تعج بهذه المواد، خصوصاً الحلويات التي تحتوي على نسب عالية من السمن الحيواني أو السمن المهدرج، وإذا كانت هذه تضر بالناس العاديين، فما بالكم بالبدناء، ومرضى السكري، ومرضى الكلى، ومرضى القلب والشرايين؟ - يؤدي الإفراط في استهلاك الحلويات صباح يوم العيد إلى حدوث اضطراب في جهاز الهضم وربما الإصابة بالإسهالات. وإذا كان الشخص مصاباً بالسكري، فالحلويات المقدمة له في الضيافة، والتي يضطر مريض السكري إلى تناولها تحت وطأة إلحاح المضيف، تسبب له قفزة سريعة في مستوى سكر دمه في غضون دقائق قليلة، ما يسبب صعوبات على صعيد التحكم في مستوى السكر قد يستغرق أياماً، وهذا لا يصب إطلاقاً في مصلحة المصاب. والمضحك المبكي أن هناك فئة من المرضى تتناول ما طاب لها من الحلويات في مقابل زيادة جرعة الدواء، وهذا غير مقبول طبيا على الإطلاق، والمفروض على هؤلاء التزام الجرعة الدوائية التي حددها الطبيب مع الحرص على فحص السكر يومياً، خصوصاً في الأيام الثلاثة للعيد لمنع حدوث ما لا تُحمد عقباه . -أما الإفراط في تناول اللحوم، فإنه يخلق عبئاً على الكليتين، ويؤثر في قدرة الكبد على اختزان سكر الدم في صورة الغليكوجين، ما يؤدي إلى بقاء سكر الغلوكوز مرتفعاً في الدم لأسباب غير واضحة. كما يزيد احتمالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وأمراض القلب الوعائية، والسكتة الدماغية . - ويأتي الخطر الأكبر من المبالغة في استهلاك الدهون الحيوانية، فهي تساهم في رفع مستويات الغليسريدات الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم، ما يشكل خطورة على القلب والأوعية الدموية. ويؤدي إلى الإصابة بداء السكري، والسمنة، والسكتة الدماغية. - تفادي الإفراط في تناول المشروبات الغازية التي تسبب في الدرجة الأولى النفخة في البطن. عدا ذلك، فإن تناولها خلال الوجبات يجعل الجسم يشعر بعدم الاكتفاء، ويندفع إلى تناول مزيد من الطعام في الوجبات اللاحقة، وبالتالي إلى تكدس المزيد من الشحم في الجسم.