بات عبد اللطيف بابا أحمد، وزير التربية والتعليم، أمام حتمية خيار تأجيل امتحانات أكثر من 10 آلاف تلميذ في غرداية من مختلف الأطوار أو منحهم أسئلة خاصة لضمان إنقاذ سنتهم الدراسية دون مشاكل، بعد توقفها طيلة أربعة أشهر كاملة. أجمعت نقابات التربية على ضرورة تعجيل وزارة التربية بإيجاد الحلول الكفيلة لضمان إنهاء العام الدراسي لتلاميذ غرداية كغيرهم من نظرائهم في باقي الولايات الأخرى، بعد فراغها من دراسة تقرير كلفت الوالي بالتنسيق مع مديرية التربية بإعداده والخاص بوضعية التلاميذ المتمدرسين والمؤسسات التربوية. قال مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام للإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في تصريح ل"السلام"، "كل مدارس غرداية مشلولة منذ أكثر من أربعة أشهر ما عدا مدرسة ضاحية العطف وهي إحدى الأحياء الكبيرة في المدينة"، وأوضح أنه بات على وزارة التربية مع ما تعيشه غرداية حاليا، المبادرة بإقرار برامج استدراك للدروس مباشرة بعد عودة المياه إلى مجاريها، بهدف إجراء امتحانات بصفة طبيعية خاصة المتعلقة بالأقسام النهائية، وقال "في حال لم يتم استرجاع الأمن في المنطقة في قادم الأيام القليلة يصبح التكهن بمصير السنة الدراسية صعب"، وهو ما ذهب إليه مسعود بوذيبة المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني عندما قال "بابا أحمد أمام خيارين لا ثالث لهما لإنقاذ السنة الدراسية للتلاميذ الغرداويين. إما أن يقّر تحديد عتبة الدروس المتعلقة بالفصل الأول، أو تأخير الامتحانات إلى حين إتمام البرنامج الدراسي". وأوضح سعدالي محمد سالم، الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، أن الحلول الممكن تبنيها مستقبلا ستكون على حساب التلميذ، "حتى ولو تم تأخير امتحانات الأقسام النهائية، التي سيعاني تلاميذها في هذه الحالة من الحر الشديد التي تتميز به غرداية من جويلية إلى شهر سبتمبر من كل سنة"، مقترحا إجراء دورتين الأولى في معادها القانوني المتفق عليه بالنسبة للأقسام النهائية، وأخرى استدراكية "من الأفضل أن تبرمج شهر سبتمبر"، وأضاف "ما عدا هذا سيكون أي إجراء آخر مجحفا في حق تلاميذ غرداية"، ولم يستبعد محدثنا إمكانية مرور التعليم في المدينة بسنة بيضاء في حال استمرت المواجهات لفترة أطول. واقترح إيدير عاشور رئيس مجلس ثانويات الجزائر تأجيل امتحانات الأقسام النهائية في غرداية إلى شهر سبتمبر، بعد استدراك الدروس، وقال "هذا القرار المنطقي من الناحية البيداغوجية، ونحن ضد تحديد عتبة الدروس رغم تعاطفنا مع تلاميذنا وأبنائنا في غرداية، حفاظا على الطابع الوطني الموحد لامتحانات الأقسام النهائية"، مستبعدا أن تقدم وزارة التربية على إجراء امتحانات استثنائية خاصة.