انتقد علي بن فليس، المترشح الحر لرئاسيات القادمة، الخطاب الرسمي الذي يتبناه مسؤولون سامون يمثلون الجزائر حتى أمام الأجانب، لافتا إلى أنه ينمّ عن تنكّر حقيقي للذّات وعن عدم احترام الشعب ومقتبس من الأنثروبولوجيا الاستعمارية التي تعطي- حسبه- صورة نمطية تزعم بأن الجزائريين ليسوا قادرين ولا مؤهلين لممارسة الديمقراطية. واستهجن المترشح الحر لاستحقاق 17 أفريل القادم في كلمته التي ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى 19 مارس المخلدة لعيد النصر على مسمع مجاهدين وشباب بمقر مداومته ببن عكنون بالعاصمة، طرح الكثيرين بالقول "علينا أن نشرع أولا في بناء بلادنا"، لافتا "وكأن هذه المهمة تتعارض مع الحرية ولذلك، علينا أن نُدين بكل قوة وبكل أسف، الخطاب الرسمي"، مشيرا إلى أن الآلام ليست وحدها "هي التي ينبغي أن تعزز هذا الشعور بالانتماء للأمة، وبوحدة البلاد، بل علينا أن نعزز هذا الشعور أيضا بالأمل المشترك في الرقي وبالمصير الواحد الذي يصنع لحمة أمتنا". واستغل رئيس الحكومة الأسبق ذكرى عيد النصر ليرافع لصالح تسليم المشعل لشباب، بقوله "إن تسليم المشعل بعد خمسين سنة من الاستقلال هو تتويجٌ لمرحلة صنعها نوفمبر 1954 الذي دعا إلى إقامة جمهورية ديمقراطية واجتماعية لا زال يطمح إليها الشعب الجزائري"، مخاطبا إياهم"يبقى على أجيال الشباب رفعُ تحدي الرقي والشرعيات الجديدة، شرعيات العلم والمعرفة، شرعيات القدرة على وضع الجزائر في الراهن الحقيقي للتقدم والعصرنة". وحث بن فليس الشباب على "وضعُ كل طاقاتهم في خدمة مشاريع جزائر اليوم، هذا البلد الذي ليس لنا من دونه بديلا، يسجّل تأخرا صارخا في التنمية وفي مجال الحريّات جميعها"، مبرزا "سيجد هؤلاء الشباب في تاريخ بلدهم وفي ذلك الشهيد غير المعروف وفي ذلك المجاهد الذي يتكتّم عن جهاده ولا ينتظر جزاءا ولا شكورا، سيجدون في كل ذلك مصدرا للعزة والعزيمة والاستقامة".