دعا السيد علي بن فليس، المترشح الحر للانتخابات الرئاسية، الأسرة الثورية وكل الجزائريين الذين يؤمنون بقيم نوفمبر الثورية، إلى التصويت لصالحه والالتحاق بمشروعه الهادف إلى بناء مجتمع الحريات، المعارف، وتحقيق مجتمع العدل والمساواة وكذا الرخاء والازدهار. وجه السيد بن فليس في كلمة، ألقاها بمناسبة عيد النصر، أمس، بمقر مداومة حملته الانتخابية بالجزائر، نداء للمواطنين للتصويت بقوة يوم 17 أفريل المقبل، مشيرا إلى أن برنامجه الانتخابي يهدف إلى بناء دولة ديمقراطية تستمد أبعادها من قيم نوفمبر المجيدة. كما طالب المترشح الشباب بحمل المشعل ومواصلة نضال أجدادهم، حيث قال أمام مجموعة من المجاهدين والمناصرين له، إن إتمام ما أنجزه الشهداء والمجاهدون هو مهمة الشباب الذين يتعين عليهم وضع كل طاقاتهم في خدمة مشاريع الجزائر، البلد الذي ليس لهم من دونه بديل، لاستدراك ما أسماه ب«التأخر" في الحريات وفي التنمية. وفي حديثه عن مواصلة رسالة الشهداء والمجاهدين، قال المتحدث إن الذين ضحوا بأنفسهم وفاء لمثلهم العليا من أجل الحرية والانعتاق يظل كفاحهم غير مكتمل بالرغم من كل التضحيات، مادام فيه جزائري أو جزائرية لم ينعم بكامل حقوقه. داعيا الشباب إلى رفع تحدي الرقي والشرعيات الجديدة المبنية على العلم والمعرفة وشرعيات القدرة على وضع الجزائر في الراهن الحقيقي للتقدم والعصرنة. وفي هذا السياق، طالب السيد بن فليس الشعب الجزائري بإعادة اكتشاف وإعادة الاعتبار للقيم التي يزخر بها تاريخنا الطويل. ورفض المترشح للانتخابات الرئاسية أن تكون الشرعية الثورية وحدها فقط قاعدة للهوية الوطنية، مشيرا إلى أن الخطاب السياسي لم يتوقف يوما عن تمجيد تضحيات الشعب ليجعل من الأمة واستشهاد أبطالها وحدهما أساس الهوية الوطنية، حيث أفاد أنه لا يجب أن تكون الآلام وحدها أساس اعتماد الهوية الوطنية بل ينبغي تعزيز الشعور بالانتماء للأمة وبوحدة البلاد بتعزيز الشعور بالأمل المشترك في الرقي وبالمصير الواحد الذي يصنع لحمة الأمة. وأكد السيد بن فليس أمام جمع من المجاهدين والمجاهدات المساندين له على أهمية إشراك الشباب في قيادة بلادهم، حيث قال إن تسليم المشعل بعد 50 سنة من الاستقلال يعد تتويجا لمرحلة صنعها نوفمبر 1954 الذي دعت مبادئه إلى إقامة جمهورية ديمقراطية واجتماعية يطمح إليها الشعب الجزائري. كما ألح السيد بن فليس على ضرورة النضال من أجل المزيد من الحريات، معبرا عن رفضه للخطابات التي ترى أن الجزائر اليوم بحاجة إلى تنمية كأولوية وتنساوا الحريات، على حد قول المتحدث، الذي قال إن العمل لتحقيق هذين الهدفين هو عمل مشترك كونهما أولويتين يمكن القيام بهما في آن واحد لأن "تجسيد التنمية لا يتعارض مع تجسيد الحريات"، معبرا عن أسفه لما وصفه بالنظرة التي ترى أن الجزائريين "ليسوا قادرين ولا مؤهلين لممارسة الديمقراطية". وأوضح المتحدث أنه حان الوقت للمطالبة، بقوة، بالاعتراف بإسهامات الشعب الجزائري في خدمة البشرية من خلال نضالاته الطويلة منذ الاحتلال كونه محركا للحركات التحررية في العالم كإفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية. كما ذكر المترشح بمناسبة عيد النصر بتضحيات الشعب الجزائري منذ 1830، مفيدا أن الأمة تدين لكل الذين كافحوا من قريب أو من بعيد من أجل الحرية، العدالة والاستقلال.