تكبدت الخزينة العمومية خسائر فاقت 16 مليار سنتيم ناجمة عن عمليات تحويل الأموال من قبل شبكة إجرامية يترأسها المدير الأسبق للمركز الوطني للصكوك البريدية بالعاصمة، كما تكبّد كل من بنك ترست ببئر خادم وبنك السلام بباب الزوار خسائر مادية معتبرة. قيّد الممثل القانوني لمركز الصكوك البريدية شكوى ضد مجهول من أجل التزوير في محرّر مصرفي، على أساس أنه صادر عن أمين خزينة ولاية المدية، كما رفع شكوى ضدّ مركز الصكوك البريدية بالجزائر، من أجل تقليد توقيعه وختمه، إضافة إلى ختم الخزينة التي يسيّرها مما أدى إلى اختلاس ما يفوق 16 مليار سنتيم. فتحت مصالح الشرطة تحقيقا معمقا في الوقائع واتضح من هذا الأخير، أن العصابة المتكوّنة من ثمانية أفراد كانت تفتح حسابات بنكية بهويّات مزورة لدى بنك ترست بئر خادم وبنك السلام بباب الزوار بهدف تمويه المصدر غير المشروع للأموال المتحصّل عليها والتهّرب من دفع الضرائب. كٌلّلت التحرّيات بتوقيف للمتهم ''ز. مسعود''، وحجز وثائق منها سجّل تجاري، بطاقة تعريف وطنية وبطاقة إقامة مزوّرة، استخرجها بمساعدة المتهم ''ج. عبد العالي''، واعترف المتهم الأول أنه فتح حسابا لدى وكالة ترست بوثائق مزوّرة مقابل عمولة عن كل عملية سحب للأموال. داهمت مصالح الأمن منزل المعني أين تم حجز طوابع خشبية لأختام منعدمة وقصاصات تحمل معلومات خاصة بعدد من التجار. استمع المحققون للمدعو ''ع. ع'' مدير المركز الوطني للصكوك البريدية بالجزائر، الأخير أنكر علمه بالقضية إلى غاية استقباله لأمين خزينة المدية، ومواصلة للتحقيق تم توقيف ''ق. رابح'' واعترف باستخرج وثائق مزورة بمشاركة أشخاص آخرين واستعمالها لغرض التهرّب الجبائي. بدوره صرح المتهم ''ز. جيلالي''، أنه على علم بالوقائع ولكنه أنكر مشاركته في التزوير بالرغم من استفادته من مبلغ مالي جراء تحويل شقيقه "ز .مسعود" لصك مزوّر بقيمة 16 مليار للتهرب من دفع الضرائب لمدة ثلاثة سنوات. ينتظر أن يحال ثلاثة متهمين في القضية، ويتعلق الأمر بكل من "ج.عبد العالي" ، "ب.فاروق"، "م.اسماعيل" للمحاكمة بجناية تكوين جمعية أشرار، سرقة أموال الدولة وتقليد أختامها، مع التزوير واستعماله في محررات مصرفية وإدارية.