أقدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي منذ يومين، على تكريم 10 حركى جزائريين في العيد الوطني لقدامى المحاربين في حرب الجزائر، وعلق أوسمة شرفية لهؤلاء في محاولة منه كسب ودهم استعدادا لحملته الانتخابية المقبلة بعدما كان وعدهم بالتكفل بهم نهائيا، ويقرأ فعل ساركوزي من جهة محاولة منه استفزاز الجزائر بورقة الحركى وتمجيد الاستعمار بسبب موقف الجزائر من الحرب في ليبيا. لم يتحدث ساركوزي الذي كان مرفوقا بوزير الدولة مارك لافينور بأية كلمة، حيث علق الأوسمة للحركى الجزائريين، ووضع باقة ورود على نصب تذكاري يخلد قدامى المحاربين الفرنسيين في ما سمي بحرب الجزائر، لكن وإن لم يتحدث رئيس فرنسا إلا أن ما قام به يحمل عدة رسائل تضمينية للسلطات في الجزائر، أولها أنه أراد بتكريمه للحركى أن يعطى انطباعا للحكومة في الجزائر على أن فرنسا لم تنسى من دعمها في حربها ضد الجزائريين، وإنها ستطالب السلطة في الجزائر بالاعتراف بحقوقهم، وربما يريد بذلك المطالبة بالاعتذار لهم من طرف الجزائر على ظلمها لهم، كما يريد بهذا تمجيد الاستعمار واستفزاز الجزائريين الذين طالبوا في كل مرة من فرنسا الرسمية بالاعتذار للجزائر على جرائمها، وكأن ساركوزي الذي تلاحقه فضائحه السابقة في تمويل حملته الانتخابية لرئاسيات 2007، يريد أن يقول “ لن نعتذر وغن حاولتم”، إضافة الى هذا، يريد من جهة أخرى تبييض صورته أمام الرأي العام الفرنسي الذي يتهمه بسوء التسيير، كما يحاول بدأ حملة انتخابية مسبقة بدأ بدعم الجزائريين الحركى لضمان ورقة انتخابية، لكن يقرأ تكريم ساركوزي لهؤلاء في هذا الظرف بالذات، على أنه استفزاز للجزائر بسبب موقفها من الحرب في ليبيا ورفضها للتدخل الفرنسي هناك، بعدما فشل هو في إقحامها في صراع الليبيين.