جدد الحرْكى الجزائريون مطالبة فرنسا بتحمل مسؤوليتها التاريخية في التخلي عنهم واغتيال بعضهم غداة استقلال الجزائر سنة 1962، ونددوا في تجمع نظمه 300 حركي بمنطقة “آجان” الفرنسية، أول أمس، بعدم وفاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوعوده تجاههم، بالاعتراف بهم ورد الاعتبار لهم، حسب ما أفاد به رئيس المجلس التمثيلي لحركى فرنسا، في تصريح صحفي. ومن جهته، أفاد بوالسعد عزني، المستشار السابق لكاتب الدولة لقدماء المحاربين بفرنسا، بأن “كل الوعود الانتخابية للرئيس ساركوزي لصالح الحركى لاتزال دائما غير محترمة، والحوار بين الحكومة والحركى علق”، وطالبه بالمناسبة بالاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية عن تخليها وتقتيلها للحركى بعد إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، مذكرا ساركوزي “بأن طلب الاعتراف بالحركى هو معركتنا، ووعوده بالاستجابة له مر عليه نصف قرن، دون أن يتحقق أي شيء”. وتجمهر 300 حركي بمنطقة آجان، يقودهم حوالي ثلاثين رئيس جمعية فرنسية تمثلهم، قدموا من مدن شرق وشمال وجنوب والجنوب الغربي لفرنسا وقرروا تنظيم مظاهرة حاشدة بالعاصمة باريس، يوم 25 سبتمبر، كما برمج المستشار السابق لكاتب الدولة لقدماء المحاربين، تنظيم تجمع للحركى يوم 19 مارس 2012، بمناسبة الذكرى الخمسين لإبرام اتفاقيات إفيان. ولم تنقطع جمعيات الحركى والأقدام السوداء في فرنسا، والتي تزايد عددها في السنوات الأخيرة بشكل ملفت، عن مطالبة ساركوزي بالاستجابة لمطالبها بالاعتراف ب”التضحيات” التي قدمها الحركى الجزائريون والتونسيون و المغربيون لأجل فرنسا الاستعمارية، بمنحهم كامل حقوقهم المدنية، التي تجعلهم يندمجون في المجتمع الفرنسي، وتزيح عنهم تلك النظرة المذلة والمقللة لشأنهم من قبل الفرنسيين ومختلف الهيئات والمؤسسات الفرنسية. واستغل الحركى المقيمون بفرنسا، وبينهم أغلبية جزائرية، اقتراب موعد السباق الرئاسي المرتقب في 2012، لإعادة تذكير الرئيس ساركوزي بوعوده لهم، قبل أن يتولى مقاليد الحكم، كونهم يمثلون في وجود أحفادهم رقما مهما في المعادلة الانتخابية التي تولي الكثير من الأهمية للجاليات المغاربية، الأمر الذي حركهم في هذا التوقيت بالذات، في محاولة منهم للضغط على ساركوزي للاستجابة لمطالبهم.