ناشد عشرات المرضى الوافدين على المستشفى الجامعي «مصطفى باشا» الكائن بأول ماي وسط العاصمة، المسؤول الأول عن قطاع الصحة بالتدخل العاجل ووضع حد لعديد المشاكل التي يتكبدونها داخل مختلف مصالح المستشفى وبالأخص مصلحة الاستعجالات الطبية، أين يضطرون للانتظار أكثر من ساعة في غالب الأحيان حتى يخضعوا للفحوصات الطبيةو علما أن حالتهم الصحية تكون في وضعية يرثى لها ولا تتحمل التأخير،ضف إلى الكشوفات الخاطئة -حسبهم- بسبب نقص خبرة الأطباء المعالجين. أفاد المرضى الذين التقتهم «السلام» أن النقطة السوداء المثارة في الموضوع تعنى بانعدام بعض الأدوية الضرورية كالحقن المهدئة للآلام والتي يضطر المرضى إلى شرائها من حسابهم الخاص. كما أن الوضع داخل مصلحة الاستعجالات بات لا يطاق، بسبب لامبالاة الأطباء والمسؤولين على حد سواء، أين يضطرون للانتظار أكثر من ساعة، وبعد خضوعهم للفحوصات الطبية يرسلون من مصلحة إلى أخرى حتى يتم تحديد المرض، الذي يتبين في الأخير بأنه كشف خاطئ وهذا ما حدث ل»إلهام» التي بقيت مدة خمس ساعات ما بين قسم الاستعجالات والجراحة العامة، مرورا بمصلحة أمراض النساء ليكتشف في الأخير بأن مصدر آلامها وجود حصيات على مستوى الكلية اليسرى، وكان من الممكن اكتشاف المرض مباشرة بعد إخضاعها لكشف «ليكوغرافي» على مستوى قسم الجراحة العامة بمصلحة الاستعجالات، لكن الأطباء المداومين على القسمين السالفي الذكر رفضا ذلك وقاموا بإرسالها إلى مصلحة أمراض النساء، أين تلقت صدمة أخرى بعد ما تعذر على الأطباء معرفة مرضها ورجحوا احتمال وجود «كيس مائي» وهو ما يستدعي إخضاعها لعملية جراحية مستعجلة،وبعد ما أجريت لها الأشعة تبين مرضها السالف الذكر. والتي أكدت لنا بأنها عندما طلب منها أطباء المصلحة الأخيرة العودة إلى مصلحة الاستعجالات مرة أخرى لتلقي العلاج، تفاجأت بغياب الحقن المسكنة للآلام وطلب منها الممرض شراءها من الصيدلية المجاورة للمستشفى، وبعد بذلها لجهد وعناء كبيرين لم تحقن بحكم أن الإبرة البلاستيكية نفدت وعليهم انتظار المسؤول الذي سيجلبها، على حد قولها وهو ما ينبئ بأن المريض بقودومه إلى المصلحة سيتوفى قبل تلقيه العلاج، مع العلم أن الأعمار بيد الله، وعند استفسارها عن أسباب نفاد الأدوية، أجابها ذات الممرض بأن الكميات محددة ولا يستطيعون جلب المزيد إلا بحضور المسؤول الذي لا يعرفون حتى موعد مداومته مع أن المصلحة يتوافد عليها مئات المرضى يوميا وهو ما يفرض توفر الأدوية 24 ساعة على 24 ساعة. وفي سياق ذي صلة، يمكن القول وفقا لما لاحظنا اثناء تواجدنا بالمصلحة أن المرضى يجبرون في كل مرة تتعطل أجهزة الأشعة بمركز الأشعة المركزي المتواجد بالجهة العلوية من المستشفى إلى إجرائه عند الخواص، بحكم أن مسؤولي كل من هذا الأخير والادراة العامة يتنصلان من المسؤولية وكلاهما يلقي الاتهام على عاتق الثاني، وقد يستمر الصراع أشهرا حتى يتم تصليح الجهاز، الأمر الذي عقد من حالة المرضى المالية خصوصا وان الأدوية مكلفة، كما أن معظم من يلجا إلى المستشفيات الحكومية يكونون من ذوي الدخل الضعيف والمحدود على حد تعبيرها. وفي الأخير طالب المرضى من المسؤول الأول على قطاع الصحة ضرورة تفعيل جهاز الرقابة على المستشفيات على اعتبار أنها تبتلع أكبر ثاني ميزانية تخصصها الحكومة.