رحبت المعارضة بإمكانية الجلوس إلى طاولة الحوار وجها لوجها مع السلطة في إطار النقاش التوافقي، في وقت بدأت تصلب الطرفين في الأونة الأخيرة يذوب، وبرز ميل خاص يترجمه عمار غول بالقول إنه مع جولة ثانية من مشاورات تعديل الدستور، حتى تشارك المعارضة، مثلا . أوضح جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، وأحد قادة تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، في تصريح ل"السلام"، أن المعارضة بمختلف توجهاتها مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطة في إطار ما أسماه "النقاش التوافقي الجدّي" وقال "إن المعارضة كانت السباقة إلى استعمال هذا المصطلح قبل أن تتبناه السلطة في الآونة الأخيرة لمحاولة تسويق نية مزيفة ورغبتها في الحوار". وقال رئيس حزب جيل جديد إن الجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطة "لا يعني تخلينا كمعارضة عن مواقفنا السابقة والثابتة والتي بلورناها في إطار تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، عن ضرورة تغيير النظام كأشخاص وليس كمؤسسات، ومرافعتنا لمرحلة انتقالية". وأبانت شخصيات محسوبة على الطرفين عن الإستعداد لتقديم تنازلات تتيح فتح باب حوار جديد بين السلطة والمعارضة، على غرار الموقف الجديد الذي بادر به عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، الذي رافع أول أمس بمعسكر لصالح حوار جديد مع السلطة في إطار تحصين البلاد من الأخطار، مؤكدا "أن ما تعيشه الجزائر حاليا بالجزائر من صعوبات سياسية واقتصادية واجتماعية بات يحتم تعاون السلطة والمعارضة للخروج منها"، وهو ما نادى به كل من عمار غول، رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، وعمارة بن يونس، رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية، عندما شددا على ضرورة توحد جهود ومواقف الطبقة السياسية في سبيل تكريس الأمن والاستقرار في البلاد، حيث ناشد غول الشركاء السياسيين صناعة "توافق وطني لتوحيد صفوف الأمة بخصوص القضايا الكبرى بما ذلك الدستور". وقال محمد ذويبي، الأمين العام لحركة النهضة، في اتصال مع "السلام"، "نجلس إلى طاولة الحوار من جديد مع السلطة لم لا. لكن في إطار الإنتقال الديموقراطي وتغيير النظام. خارج هذا لا إمكانية لتقاطع مواقفنا"، موضحا أن بلورة حوار توافقي غير ممكن في الوقت الراهن في ظل حرص السلطة على إبقاء الوضع على ما هو عليه، وقال "الحديث عن حوار توافقي لا زال بعيدا في ظل تغييب السلطة لشروطه". والملاحظ في الآونة الأخيرة للنشاط السياسي يلتمس تبني المعارضة والسلطة خاطبات لينة، بعيدا عن التصلب الذي ساد في الفترة الأخيرة، خاصة قبل الرئاسيات وبعدها، وبدأ تلويح شبه علني بضرورة التوجه نحو التوافق، تحت ذريعة حماية البلاد من المخاطر التي تحيط بها.