يعد ملف الإطعام المدرسي من أعقد الملفات التي تواجه مديرية التربية بولاية سطيف معا، بالنظر إلى انعدام استراتيجية مدروسة وواضحة في توفير "المأكل والمشرب" للتلاميذ في الأطوار الثلاثة. حمل تقرير قطاع التربية المطروح في الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي بسطيف، أرقاما تبين حقائق التباين بين ما يتم توفيره وما هو موجود على أرض الواقع، فمن جملة 732 مطعم موزع عبر تراب الولاية لا نجد سوى 240 مطعم مهيكل، والباقي -يعني 492 مطعما- متواجد في محلات مختلفة، فهناك من يأكل في المستودعات، ومنهم من يأكل في السكنات الوظيفية، وجرى تحويل حجر مخصصة للدراسة إلى مطاعم، حسب ما اطلعنا عليه في خرجاتنا الميدانية، لاسيما بكل من بوعنداس وقنزات هذه الأخيرة التي بدأت تسعى لاعادة هيكلة مطاعمها بعد فضائح الأعوام السابقة، لما كان التلاميذ يأكلون ويشربون في محال غير لائقة تماما، وكلها عبارة عن مستودعات ومساكن. وطرح سؤال عن تحويل أحد المطاعم إلى قاعة رياضية تم تسليمها من طرف المجلس الشعبي الفارط إلى إحدى الجمعيات الرياضية لممارسة الرياضة بها، وهو ما يخرج عن نطاق القانون كليا، وسبق وأن تساءل مير البلدية بشير سعدون عن سر تحول هيكل في التربية إلى هيكل في الرياضة مع حرمان التلاميذ من الغداء به. ويسعى المجلس الحالي إلى اتخاذ إجراءات صارمة من أجل إعادة بعث كل المطاعم رغم الانتقاد الكبير الموجه لمديرية التربية، والتي من آخر اهتماماتها حسب رئيس البلدية في قنزات المطاعم المدرسية بالمناطق الجبلية، المشلة نفسها تكررت بكثير من البلديات كآيث نوال اومزادة وبوسلام وبني ورثيلان، يعني ما تعلق بالمنطقة الشمالية التي كان من المفروض أن تكون الأولى في توفير الإطعام بالنظر إلى ترامي وتباعد القرى والمداشر عن المؤسسات التربوية. ونعود إلى التقرير الأخير لقطاع التربية في دورة المجلس الشعبي الولائي والذي كشف عن عدد المدارس المستفيدة من المطاعم المدرسية والبالغ عددها 741 ما مكن من توفير الوجبات ل137200 تلميذا أي بنسبة 78 % فيما تتكفل المطاعم المدرسية بإطعام 610 تلميذا من الطور المتوسط على عاتق الولاية 160 تلميذا بلهدادرة بلدية عين لحجر و280 تلميذا بأولاد السعدي بلدية تالة ايفاسن و170 تلميذا من اولاد يحيى من ذات البلدية، كما يستفيد 470 طفلا عبر الولاية من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى هامش قراءة التقرير تم اقتراح تسجيل 59 مطعما مدرسيا في مشروع المخطط السنوي 2015 وهو اقتراح ينتظر الضوء الأخضر.