عادت من جديد حمى قطع الطرقات لتخيم على منطقة خراطة وما جاورها وهذه المرة كان الدور لسكان قرية قلعون الواقعة في أعالي خراطة ببضعة كيلومترات عن مركز المدينة وقطعوا الطريق الوطني رقم 9 عند مدخل الجسر العملاق بمرواحة 6 كلم شرق مدينة خراطة، على خلفية عودة المسؤولين إلى مواقع عملهم بعد قضاء موسم العطل الذي امتد هذه السنة في بعض المديريات إلى منتصف فصل الخريف نتيجة عدم تجسيد الوعود التي قدمت لهم بحل مشاكلهم خلال الحركات الإحتجاجية السابقة هذا وقد تفاجأ مستعملو الطريق الوطني رقم 9 أول أمس بإقدام محتجين على قطع الطريق بوضع الصخور، المتاريس والعجلات قصد إجبار المسؤولين للتحرك في كل الإتجاهات وتقديم ايضاحات عن سبب عدم وجود أية مؤشرات عن قرب حل أزماتهم وفي مقدمتها مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب الذي عمر طويلا ولم تستطع البلدية بالتنسيق مع مؤسسة الجزائرية للمياه ايجاد حل له، علما أن هناك مشروعا إلتهم الملايير دخل الخدمة، غير أن البلدية أوكلت مهمة تشغيل المضخة وتوزيع الماء على المواطنين إلى عمال الشبكة الإجتماعية الذين لم يستطيعوا القيام بهذه المهمة على أكمل وجه. ومن مظاهر ذلك حسب محتجين تذبذب وصول الماء إلى بيوت القرويين تارة تأتي المياه وأخرى لا تأتي كما، كما أن وضع مواد المعالجة كالكلور وماء جافيل يبقى محل شك ومن جهة أخرى يعاني سكان ذات القرية من عدم وجود شبكة لصرف المياه وكذا أعمدة الإنارة العمومية ناهيك عن اهتراء الطرقات والمسالك، سيما وأن موسم الثلوج والأمطار على الأبواب إذ عادة ما يصل سمك الثلج 2 م، في حين يبدو أن قضية التزود بغاز المدينة بالنسبة لهؤلاء السكان بعيدة المنال نظرا لعدم اهتمام المسؤولين بهذا الإنشغال. وقد عبّر مواطن محتج عن هذه الوضعية قائلا "لقد امتزجت معاناة الإستعمار بمعاناة الإستقلال فأين المفر؟" وكالعادة سارعت فرقة الدرك الوطني بخراطة وكذا بعض المسؤولين المحليين إلى عين المكان لإحتواء الحركة وضخ المزيد من الوعود، غير أنهم لم يفلحوا في فتح الطريق أمام أصحاب المركبات الذين توترت أعصاب بعضهم وأدى ذلك إلى حدوث احتكاكات وملاسنات مع المحتجين، وهو ما جعل بعض معارضي مثل هذا السلوك أن يسدي نصحا للمحتجين بإغلاق البلدية والدائرة وليس الطريق، غير أن بعض سائقي السيارات اعتبروا الأمر عاديا فهم يعرفون كل مسالك المنطقة فمسألة أخذ وجهتهم ليست مشكلة على الإطلاق فهناك مسلك أجيون الدرادرة وعين الروى نحو سطيف ونفس الشيئ نحو بجاية في الإتجاه المعاكس. ومن جهة أخرى يبدو أن المحتجين مصرون هذه المرة على الإستمرار في حركتهم، وهو ما يفسر استمرار غلق الطريق إلى ما بعد صلاة العشاء.