انتفض نواب حزب جبهة التحرير الوطني في البرلمان بغرفتيه على الأمين العام عمار سعداني وتعليماته الأخيرة، وشكلوا كتلتين في الغرفة السفلى ومجلس الأمة عبد الرحمان بوصبح وبوعلام جعفر على التوالي. في الوقت الذي دعا فيه عمار سعداني نوابا يساندونه في الحزب العتيد للاجتماع بفندق الأوراسي أمس، سارع معارضوه في خطوة غير متوقعة إلى الاجتماع في البرلمان وانتخاب رئيسي كتلتي الحزب في الغرفة السفلى ومجلس الأمة وهما عبد الرحمان بوصبح رئيسا لكتلة الحزب في المجلس الشعبي الوطني وبوعلام جعفر، نائب ولاية برج بوعريريج، رئيسا لكتلة "الافالان" في مجلس الأمة. وبين هذا وذاك، التحق عبدالكريم عبادة ومجموعة التقويمية مجددا بركب معارضي الأمين العام الحالي عمار سعداني، وكانت هذه المجموعة بالذات أعلنت ما يشبه هدنة مع سعداني، ولم تعارضه علانية مثلما فعلت مجموعة عبد الرحمان بلعياط، والباقون على عند عبد العزيز بلخادم، أو ما يسمون أنفسهم "لجنة الوفاء". وصدر بيان عن نواب الحزب أمس، بعد اجتماع في مقر البرلمان، أطلقوا فيه نيرانا كثيفة تجاه الأمين العام للحزب، وقالوا فيه إنهم يرفضون التعيينات الأخيرة على رأس محافظات الحزب، ويرفضون ما يسمونه سياسة الترهيب والترغيب، التي يمارسها سعداني عليهم وعلى غيرهم، و"التمادي في زعزعة استقرار المؤسسة التشريعية" واتهموه ب"إبرام صفقات سرية مشبوهة مع تشكيلات سياسية تنعكس سلبا على مؤسسات الدولة وتمس بشرعيتها وتحرم الحزب من الحفاظ على بقائه القوة السياسية الأولى في البلاد". واستنكر النواب إقصاء سعداني، مثلما قالوا، لمناضلين ونواب، وقالوا إنهم يعتبرون وقفتهم "دقا لناقوس الخطر للممارسات التسلطية والارتجالية والعشوائية التي تصدر من القيادة السياسية الحالية" وأضافوا "نستنكر الانقلاب المفضوح على شرعية القواعد النضالية للحزب"، وعبروا عن تجند خاص لإنجاح التعديل الدستوري الذي يقترحه الرئيس بوتفليقة.