حسم الأمين العام الجديد لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الخلافات سريعا داخل في كتلة الحزب بالبرلمان بتأكيده تنظيم انتخابات لتجديد ممثلي "الأفلان" في هياكل المجلس الشعبي الوطني وإسقاط القائمة التي عيّنها عبد الرحمان بلعياط، كما قرّر الاحتفاظ بالرئيس الحالي للكتلة الظاهر خاوة بحسب ما أعلنه الأخير. كشف رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني المنتهية ولايته، الطاهر خاوة، أن الأمين العام للحزب، عمار سعداني، جدّد فيه الثقة ليستمرّ في مهامه لعام آخر، وأفاد بأن المسؤول الجديد في "الأفلان" أبلغ نواب المجموعة البرلمانية بالأمر خلال اللقاء الذي جمعه بهم صبيحة الاثنين قبل افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان، وقد بارك خاوة هذا القرار الذي اعتبر بأنه "أنصفني وأعاد الاعتبار لي بعد أن حاول البعض إبعادي بطريقة خارج القانون"، في إشارة منه إلى تعيينات منسق المكتب السياسي السابق. وبهذا القرار ينهي سعداني جدلا استمرّ لقرابة الأربعة الأشهر في هياكل الغرفة السفلى للبرلمان، حيث كان متوقعا أن يتمّ تجديد الثقة في الطاهر خاوة الذي كان له دور كبير في عملية تنظيم الدورة الأخيرة للجنة المركزية التي زكّت المسؤول الأوّل الجديد في الحزب العتيد، كما يمثل القرار ضربة قوية في وجه منسق المكتب السياسي، عبد الرحمان بلعياط، الذي أبعد خاوة من رئاسة الكتلة شهر جوان الماضي وعيّن مكانه أمحمد لبيد خلفا له، وعلّق المتحدّث على خيار إبقائه في منصبه قائلا: "هذا القرار شرعي لأنه صادر من أمين عام منتخب وهو المخوّل وفق نصوص ومواثيق الحزب بذلك". ومن جهته صرّح النائب لبيد بأنه يقبل بأيّ قرار الأمين العام الجديد للحزب وأن ليس لديه أيّ إشكال فيما يتعلق بهذا الموضوع، وينتظر أن يُعرف ممثلو المجموعة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني الأسبوع المقبل خلال عملية الانتخابات التي قرّرها عمار سعداني، حيث ستعود الكلمة في اختيار ممثلو الحزب بالبرلمان إلى الصندوق وفق ما صرّح به سعداني نفسه خلال أول مؤتمر صحفي له الأسبوع الماضي بفندق "الأوراسي"، حيث قال إن "الأفلان" يخضعون للنظام الداخلي للمجلس وليس للنظام الداخلي للحزب ما يستوجب اللجوء إلى الانتخاب. ومثلما كان بلعياط يعتقد أن الظروف لم تجتمع لاستدعاء دورة اللجنة المركزية فإنه حرص على إلغاء انتخابات تجديد هياكل الحزب بالمجلس الشعبي الوطني تحت مبرّر تلقيه معطيات بأن ذلك يمثل "مغامرة" قد تزيد من حجم الشرخ داخل الكتلة، واتهم بلعياط حينها عددا من النواب ب "شراء الأصوات" مقابل انتخابهم نوابا للرئيس أو رؤساء للجان الدائمة بمبنى "زيغوت يوسف". وبعد الخطوة التي اتخذها سعداني يكون قد سار على نهج الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، الذي كان اعتمد على آلية التعيين في أوّل عام من العهدة التشريعية الحالية، والتزم باللجوء إلى الانتخاب في العام الموالي، وبذلك يكون الحزب العتيد قد تجاوز سريعا أزمته الداخلية بعدما كانت المؤشرات توحي بغير ذلك في أعقاب اجتماع الخميس الماضي بفندق "الأوراسي".