قال عمار سعداني بفندق الاأوراسي أمس، إنه يتحدى نوابا عقدوا اجتماعا موازيا في البرلمان أن يأتوه إلى الاوراسي ويتحدثوا عما يريدون أما الصحافة الوطنية، وتحدث عن تعديل "دستور توافقي"، وعن "معارضة اللاءات"، وشكر الافافاس. انتهز امين عام حزب جبهة التحرير الوطني حضور 188 نائب و37 سيناتورا الاجتماع الذي نظمه في فندق الاوراسي، للتشكيك في قدرة معارضيه في الحزب على مواجهة أسئلة الصحافة، وقال "أتحداى هؤلاء النواب أن يأتوا إلى هنا"، وأضاف "علاش ما جاوش". وتحدث سعداني عن تعديل الدستور وتاخر الاعلان عن مضمونه، وقال إن الرئيس بوتفليقة انتظر مشاركة المعارضة ومنحها الوقت لاعادة النظر في المقاطعة، و"لهذا السبب تأخر الإعلان عن التعديل الدستوري"، وبنظر سعداني "الرئيس يريد دستورا توافقيا"، وهاجم المتحدث معارضة تنسيقية الانتقال الديمقراطي، التي اسماها "معارضة اللاءات"، وقال إنها لا تتحدث إلا عن الرئاسيات، وفي هذه النقطة قال مخاطبا المعارضة: "كرسي الرئيس ممنوع حتى 2019"، وزاد عليها قولا سيثير حفيظة المعارضة وهو "المعارضة تعتقد ان الاتحاد الأوربي سيمكنها من الرئاسيات". ولاطفت سعداني حزب الدا لحسين وقال "إن الافافاس يمارس المعارضة البناءة" وشكره على ذلك. وفي صبيحة يوم أمس اجتمع نواب في البرلمان بغرفتيه، وشكلوا كتلتين في الغرفة السفلى ومجلس الأمة عبد الرحمان بوصبح وبوعلام جعفر على التوالي. وبين هذا وذاك، التحق عبدالكريم عبادة ومجموعة التقويمية مجددا بركب معارضي الأمين العام الحالي عمار سعداني، وكانت هذه المجموعة بالذات أعلنت ما يشبه هدنة مع سعداني، ولم تعارضه علانية مثلما فعلت مجموعة عبد الرحمان بلعياط، والباقون على عند عبد العزيز بلخادم، أو ما يسمون أنفسهم "لجنة الوفاء". وصدر بيان عن نواب الحزب أمس، بعد اجتماع في مقر البرلمان، أطلقوا فيه نيرانا كثيفة تجاه الأمين العام للحزب، وقالوا فيه إنهم يرفضون التعيينات الأخيرة على رأس محافظات الحزب، ويرفضون ما يسمونه سياسة الترهيب والترغيب، التي يمارسها سعداني عليهم وعلى غيرهم، و"التمادي في زعزعة استقرار المؤسسة التشريعية" واتهموه ب"إبرام صفقات سرية مشبوهة مع تشكيلات سياسية تنعكس سلبا على مؤسسات الدولة وتمس بشرعيتها وتحرم الحزب من الحفاظ على بقائه القوة السياسية الأولى في البلاد". واستنكر النواب إقصاء سعداني، مثلما قالوا، لمناضلين ونواب، وقالوا إنهم يعتبرون وقفتهم "دقا لناقوس الخطر للممارسات التسلطية والارتجالية والعشوائية التي تصدر من القيادة السياسية الحالية" وأضافوا "نستنكر الانقلاب المفضوح على شرعية القواعد النضالية للحزب"، وعبروا عن تجند خاص لإنجاح التعديل الدستوري الذي يقترحه الرئيس بوتفليقة.