كلّلت التحقيقات التي باشرتها مصالح الدرك الوطني في قضية تفجيرات الأكاديمية العسكرية بشرشال ولاية تيبازة في شهر رمضان من سنة 2011، بالإطاحة بشبكة دعم وتمويل للجماعات الإرهابية تتكون من ثمانية أشخاص منهم بناءون وفلاحون ينحدرون من ذات الولاية، وذلك بالاعتماد على تقنية كشف الإتصالات لرقم شريحة هاتف نقال باسم "ر.محمد" مسبوق في قضايا الإرهاب عٌثر عليهما بمسرح الجريمة وعرضت على الخبرة بمخبر بوشاوي للأدلة الجنائية، واتضح - حسب تحقيقات الدرك - أن المشتبه فيهم ساهموا بطريقة غير مباشرة في الجريمة. توصّل المحققون من فصيلة الأبحاث للدرك الوطني لتيبازة إلى أكثر من 38 متهما، منهم شخصان متواجدان بالسجن العسكري بالبليدة تم توقيفهم تباعا وتقديمهم أمام عميد القضاة بمحكمة القطب الجزائي المختص في قضايا الفساد والإرهاب بمحكمة عبان رمضان بالعاصمة، وتم استجوابهم بخصوص ضلوعهم في العملية الانتحارية التي تبناها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ونفّذها شخصان الأول دخل نادي الاكاديمية راجلا وفجّر نفسه باستعمال حزام ناسف تزامنا مع موعد الإفطار والثاني عبر دراجة نارية مفخخة، بعد ورود معلومات تؤكد أن جنرالات وضباط يتناولون وجبات إفطارهم بالنادي، ما أسفر عن مقتل 25 عسكريا في أول يوم من التحاق دفعة طلبة ضباط ودفعة قيادة أركان بالأكاديمية منهم ضابطان من جنسية مالية وسورية وجرح 8 مدنيا. استمعت مصالح الدرك للمتهم "ي.حمد" فلاح ومربي دواجن نهاية شهر نوفمبر من سنة 2011 واعترف أنه كان على اتصال بالمدعو "س .يوسف" المكنى عبد الحق والمتواجد بمعاقل الإرهاب ويعّد من المخططين لتفجيرات الأكاديمية وكان يزوّده بالمواد الغذائية التي يخبأها بمنزله ويسلمّها ليلا بالتنسيق مع "ر .محمد" المكنى الحاج وحسب التحقيق، فإن المتهم "ي .حمد" عمل مع الإرهابي "يوسف " في مجال تهيئة الغابات قبل أن يلتحق الأخير بصفوف الإرهاب سنة 1995 كما كانت تجمع بينهما علاقة مصاهرة. كما تبيّن من كشف الاتصالات وجود مكالمات مطولة بين المتهم "ي .محمد" والإرهابي "س.يوسف " في مناطق مختلفة على غرار حجوط سيدي غيلاس، سيدي عامر وشرشال، غير أن المتهم وبمجرد تسلّمه استدعاء من قبل مصالح الدرك سلّم الهاتف النقال المستعمل في الاتصالات المشبوهة للمتهم "س.احمد" أخ الارهابي "س.يوسف "، الأخير بعد اكتشافه الأمر طلب من"ي .محمد" الاتصال به من أكشاك الهاتف من الساعة التاسعة إلى العاشرة صباحا من كل يوم الجمعة، كما تم حجز قصاصات بمنزله بها أرقام أشخاص مشتبه في وجود بمعاقل الإرهاب ما شكّل قرائن قوية عن تورطّه في شبكة دعم وإسناد للإرهاب، كما تم التوصّل إلى "ع .عيسى" و"ع .كريم " اخوي الإرهابي"ع .محمد " والمتهم "م .جلول" أخ الإرهابي المقضي عليه " م .محمد". وخلال جلسة المحاكمة بمجلس قضاء الجزائر أنكر المتهمون تورّطهم في التخطيط ومساعدة منفذي تفجيرات الأكاديمية، بدوره صرّح المتهم "ر.محمد" المكنى الحاج فلاح وتاجر مسبوق في قضايا الإرهاب أنه كان على اتصال مع الإرهابي "س.يوسف" بهدف تحويل الإرهابي"س.حمد" مصاب للعلاج بشرشال وأفاد أن الإرهابي يوسف كان منخرط معهم في الحزب المحّل ،كما أكد أنه وبتاريخ التفجيرات كان متواجدا بالمؤسسة العقابية. أما بخصوص المتهم"ع.عبد الغاني " مغترب مقيم بأوروبا منخرط سابق في الحزب المحل اتضح أنه كان على اتصال مع "ص.عبد النور " منفذ العملية غير أنه شكّك في صحة كشف الاتصالات وأكد انه دخل السجن شهرا قبل التفجيرات. واتضح من جلسة المحاكمة أن "ع.جلول" في العقد التاسع من العمر والد الإرهابي "ع.محمد" استفاد من تعويض مادي بناءا على تصريح كاذب يفيد فيه أن ابنه الإرهابي "ع .محمد" تم القضاء غير أنه لا يزال على قيد الحياة. ويواجه المتهمون على حدّ التماسات النيابة العامة بمحكمة الجنايات عقوبات بين ثلاث سنوات سجنا إلى المؤبد.