بالرغم من التطور الحاصل والغزو الصناعي والنزوح الريفي، لا زالت المرأة تُشكل أحد أعمدة القطاع الفلاحي بولاية تيارت بالنظر للطابع الفلاحي والرعوي للمنطقة والذي يشكل أهم ميزاتها منذ القدم - فنظرة واحدة في المزارع النموذجية وأراضيها وفضاءاتها الريفية لتيارت ُتُفهم المُتأمل أن للمرأة يدٌ كبيرة في صنع إٍخضرار أراضي تيارت، ووفرة لبنها وصوفها، وهو ما وقفت عليه "السلام " في الكثير من المحطات منذ بداية حملة الحصاد والدرس. فالمرأة التيارتية الفلاحة، أما كانت جدة أو أختا أو بنتا، تشارك في العملية منذ بداية موسم الحرث والبذر، وصولا إلى موسم الحصاد، فهي المسؤولة عن تربية الأنعام والدواجن وتجميع الحليب، واشتقاق مشتقاته من لبن وزبدة، إضافة إلى تصفيف وتنظيف المرائب، وتحضير الكسكس، وكذا تسويق البيض، وصناعة الزرابي، وتسويق الصوف، لا سميا في هذا الفصل المتسم بكثرة الأعراس، ومواسم جهاز العروس الذي لا زال يعتمد بتيارت على الزرابي، وكل ما هو صوف أصيل وخالص، وبالرغم من مجهوداتها غير ان المرأة الريفية التيارتية لا زالت تعيش في مجتمع مستغل المنتج الظاهر فيه الفلاح والرفيق الحقيقي الذي هو المرأة الفلاحة في الخفاء، يستغلها المالك الزوج والتاجر والمربي وكذلك الموظف الحكومي ويبقى الفلاح الرجل الوحيد المنتج بالرغم من أن العبء الأكبر في العلمية يقع على عاتق المرأة المحرومة من أبسط حقوقها كإنسانة كادحة يلفها المرض والجهل ومستغلة ومحرومة من ابسط القواعد الصحية وبالموت اذا مارست رأيها في القضايا العاطفية لذاك تراها محملة بألام حزينة تهرع إلى المأتم التي تقام في الجوار لتفرغ حصاد الدموع الحبيسة ,فهي لا تتلق مقابل يعوضها عن عملها طيلة 365 يوم، اللهم إذا استثنينا الفلاحات الجدد من ذوي الشهادات الجامعية أو ذوات الحسب النسب من العائلات القبائلية اللائي لا يشكلنا إلا عدد قليل مقارنة بالفلاحات المنحدرات من الأسر الجاهلة والتي تأكل حق المرأة باسم الأبوة المقدسة، وهو ما يحتم على الجمعيات والحكومة ضرورة تحرير المرأة الفلاحة من قبضة الرجل الفلاح في تيارت والجلفة وغيرها من المدن الداخلية. جدير بالذكر ان الولاية بها جمعية لترقية المرأة الفلاحة يقع مقرها ببلدية ''السوقر'' تحصي أزيد من ألف امرأة فلاحة متحصله على بطاقة الفلاح عبر تراب الولاية أكثرها ببلدية الرحوية التي ضم أكثر من 400 فلاحة الى جانب فلاحات.