قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة نواره سعدية جعفر، عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية، إن الدولة تسعى جاهدة إلى تحقيق مسعى من خلال مختلف البرامج التي ترصدها في مجال تنمية هذه الأخيرة، حيث خصصت خلال السنة المنصرمة لوحدها 10 آلاف مشروع مصغر موجه للنساء بمناطق الوطن الداخلية. داعية في الوقت ذاته المرأة إلى التقرب أكثر من الجهات الوصية والاستعلام عن مختلف البرامج التنموية التي رصدتها الدولة للاستفادة منها. تحدثت نوارة جعفر بنفس المناسبة للإذاعة الوطنية عن عدد المستثمرات الفلاحية التي تم استحداثها في إطار برنامج الأراضي الفلاحية المتنازل عنها عن طريق الامتياز بلغ 640,22 مستثمرة فلاحية استفادت منها 794 امرأة، مضيفة بأن المشاريع الريفية التي رصدتها الدولة خلال الخماسي الجاري 2010 إلى 2014 ستشمل مليون عائلة أي ما يعادل ستة ملايين شخص. وذكرت الوزيرة خلال زيارة عمل قادتها إلى الوحدات الإنتاجية التي تشرف عليها نساء من ولاية البليدة، أن النساء الريفيات اللائي تمكن من إنشاء مستثمرات فلاحيه خاصة بهن لا يمثلن سوى 6,4 بالمائة على المستوى الوطني، وهو ما لا يعكس الجهد الجبار الذي تبذله هذه الأخيرة في العالم الريفي خاصة عند العلم أن 46 بالمائة من مجموع اليد العاملة في القطاع الفلاحي هن نساء. ويرجع السبب في ذلك، وفق ما وقفت عليه الوزيرة المنتدبة وهي تتفقد وحدتي الأبقار الحلوب تابعة لإحدى النساء الريفيات ببلديتي قرواووالصومعة، إلى نقص سريان المعلومة في أوساط النساء الفلاحات من جهة وكذا إلى نقص الإرشاد الفلاحي الموجه لهن، حيث اعتبرت عمل 700 مرشدة فلاحية اللائي يحصيهن المعهد الوطني للإرشاد الفلاحي غير كافٍ ولا يمكن له أن يغطي كافة بلديات القطر الوطني ''1554 بلدية''. وقالت الوزيرة إنه من أجل استدراك هذه الوضعية وحمل المرأة على ولوج عالم الريف فقد تم وضع برنامج مشترك مع عدة وزارات يتعلق بالاندماج الاقتصادي والاجتماعي والفلاحة والتكوين المهني وذلك لمساعدة الأسر الريفية. ويرتكز هذا البرنامج على تكوين المرأة الريفية من خلال التعاون مع وزارة التكوين المهني والتمهين لمنحهن مهارات شتى وتأمين القروض ومحو أميتهم إلى جانب ضمان تسويق منتجاتهن الريفية. مليون يورو دعم للمناطق الريفية في الجزائر بدأت الجزائر من خلال وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تنفيذ المخطط الوطني للتنمية الفلاحية والريفية منذ سنة 2000 تحت عنوان الأمن الغذائي الدائم، ويعتمد المشروع على إعادة الديناميكية للفضاءات الريفية وتثبيت الأهالي في مناطقهم للتخفيف من النزوح نحو المدن وتحسين ظروف معيشتهم وتنويع نشاطاتهم مع حماية الموارد الطبيعية وإقحام الفلاح في عملية التنمية. ومنذ سنة ,2007 قدمت المفوضية الأوروبية دعمًا لهذا المخطط من خلال ''برنامج دعم المخطط الوطني للتنمية الفلاحية والريفية'' بقيمة 11 مليون يورو من أصل 18 يورو هي القيمة الإجمالية للمشروع. ويعتمد التصور الأوروبي للمشروع على إشراك سكان المناطق الريفية في عملية التنمية من خلال تمويل مشاريعهم والرفع من مستوى أدائهم بتدريبهم على متابعة المشاريع من خلال التأطير والمتابعة وتقييم مستوى التنمية المحققة وفي هذا الإطار استفادت جمعية إبداع النسائية من بلدية داية بن دحوة التابعة لولاية غرداية الجنوبية، من مساعدة مالية أوروبية لدعم مشروعها المتمثل في إنشاء ورشة لتدريب النساء على حياكة الزربية التقليدية وشراء منتجوهن من أجل دعم مداخل العائلات الفقيرة في المنطقة وحماية السجادة التقليدية التي كادت تختفي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. 300 امرأة تنتظر الاستفادة من المشروع وقالت رئيسة جمعية إبداع ولد سعيد مسعودة لموقع ''أور وجار'': ''إنها المرة الأولى التي تنال فيها جمعية نسائية مساعدة مالية في المنطقة، وأن فكرة الاستفادة جاءت من وفد الاتحاد الأوروبي الذي زار المنطقة السنة الماضية واطلع على ظروفنا وعلى ما نقوم به''. وأشاروا علينا بتشكيل جمعية لأننا كنا ننشط ونشارك في معارض محلية للمنتجات التقليدية''. وهو ما حفز على إنشاء جمعية إبداع واقتراح المشروع الذي مكنها من الاستفادة من 6,4 ملايين دينار أي حوالي 40 ألف يورو. وتضيف المتحدثة أن جمعيتها تستقطب نساء من مختلف الأعمار والمستويات حتى الجامعية منها لتعليمهن فن حياكة السجادة التقليدية ثم تتابعهن بعد التدريب وتمونهن بالمادة الأولية اللازمة لحياكة ''الزربية'' وبعدها تشتري منتجهن لمساعدتهن على تحسين مدا خيلهن، ''لم نضع شروطا لمن تريد الاستفادة من مشروعنا لكن أولويتنا هي للنساء الأرامل، المطلقات ثم المعوزات لأنهن الأحوج إلى المساعدة''. ومن المنتظر أن تستفيد 300 امرأة من هذا المشروع. أما المشاكل التي تعترض حياكة السجاد التقليدي في المنطقة اليوم فتتعلق خاصة بغلاء المادة الأولية ''الصوف'' وكذلك مشكلة التسويق، ما جعل عددا كبيرا من العائلات التي تعيش على عائدات صناعة الزربية تتوقف عن العمل وتسوء حالتها الاجتماعية ''إنها مهنة نسائية بامتياز'' تعلق المتحدثة.. والسجاد المحلي في بلدية داية بن دحوة نوعان، نوع عادي يسميه الأهالي ''عظم'' وآخر يطلق عليه اسم ''النيلة''. وهي غالبا أسماء المواد الأولية التي تصنع منها. أما قيمتها المادية للأولى فبسيطة وتساوي السجادة عند البيع حوالي 3000 دج (حوالي 30 يورو)، أما الثانية فنبيلة وتصنع من الصوف، مشكلتها هي غلاء المادة الأولية وضعف توفرها أما سعرها فيتراوح بين مليون ومليوني سنتيمم بين 100 و200 يورو، ما من شأنه أن يشكل دخلا قيما للعائلات المعنية. ح. س