أثار إعلان أمير ما كان يعرف الجيش الإسلامي للإنقاذ بإنشاء حزب سياسي شجونا في أوساط السياسيين والقياديين المحسوبين على الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة في تأكيد للخلاف الداخلي بينهم، مع قولهم أن المشروع سيجهض قبل ولادته لارتباطه المباشر بشخص المؤسس المنبوذ من قواعد الجبهة. مصطفي كبير: المبادرة ليست بريئة.. قيادات الجبهة لن تساند مزراق عقب مصطفى كبير القيادي السابق في حزب الجبهة والجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل، أن مشروع انجاز الحزب السياسي الذي أطلقه مدني مزراق أول أمس من ولاية جيجل وحضره أكثر من 150من قواعد الجبهة سابقا، لن يكلل بالنجاح وسيمنى بالفشل الذريع، لان القواعد المختلفة للجبهة عبر ولايات الوطن منذ نزولهم من الجبال قبل 15سنة "انفضوا من حوله، ما سيجعل مساعيه للم شمل الجبهة تحت لواء هذا الحزب فاشل قبل الخوض فيه ". وأضاف أن المشكل لا يتعلق بالمشروع وإنما بالمعلن عن المشروع في حد ذاته، لأن طائفة كبيرة من الجبهة لا يؤمنون بالعمل السياسي معه قيادة وقواعد، بدعوى الاختلاف في أسلوب العمل والتسيير وعدم إمكانية الوصول إلى توافق، لأنه يمثل فقط نفسه والأفراد المحسوبين عليه. كما استبعد كبير في تصريحه ل"السلام"، إمكانية حصوله على الاعتماد من وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مع تشكيكه في التوقيت الذي ارتبطت به هذه المبادرة بقوله" المسألة مربوطة بالتفاعلات الواقعة في أجنحة السلطة، بهدف الاستثمار فيها". ولم يغفل المتحدث عن انتقاد قول وسائل الإعلام المكتوبة، أنه كان من بين المشاركين في اجتماع جيجل بقوله" لم احضر الاجتماع ولست من المساندين لشخصه رغم أن مبادرته تدخل في إطار حقه كمواطن جزائري". مدني مزراق: سنودع طلب الاعتماد بعد ستة أشهر.. المؤتمر التأسيسي يعقد نهاية 2016 ردّ مدني مزراق القيادي السابق في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحل، على الانتقادات التي وجهت له حول توقيت الإعلان عن مبادرته بتأسيس حزب سياسي والعودة لممارسة العمل السياسي، انه جاء بطريقة هادئة دون استفزاز لمشاعر المواطنين ،على اعتبار أن الجروح على حد قوله " كانت تتطلب وقتا للاندمال وتجاوز حدتها". وأردف انه كان يقوم بعقد تجمعات عبر عدة ولايات بطريقة هادئة في انتظار الوقت المناسب لاسترجاع حقهم في بناء حزب سياسي تكون أولويته بناء البلاد. كما شدّد أن الحزب السياسي الذي أعلن عن بداية التحضير من اجل إيداع ملف طلب اعتماده لدى الداخلية على بعد ستة أشهر كأقصى تقدير يتبع بعقد المؤتمر التأسيسي بعد انقضاء عام،" سيفتح أبوابه لجميع الجزائريين عبر 48ولاية، في إطار الدستور والقانون ضمن مشروع مجتمعي يخدم الشعب" على حد قوله. احمد ميزاب: التوقيت غير بريء والسجال الحقيقي سيكون إذا منحته السلطة الاعتماد اعتبر المحلل السياسي رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة في تصريح ل"السلام"، انه من المبكر على الجبهة المنحلة خوض غمار النشاط السياسي، لأن الشعب الجزائري وعائلات العشرية السوداء لم يتجاوزوا إلى اليوم إفرازات تلك الفترة، خاصة مع الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، حيث أن إطلاق هذا المشروع الحزبي يمكن أن يؤدي إلى تقسيمها، خاصة وأنه تمخض عن قرار متسرع. وتساءل ميزاب عن امتلاك هذا الحزب المنتظر من قبل مدني مزراق القاعدة التي تستوعبه في خضم الكم الهائل من الأحزاب السياسية التي بقيت قيد أوراق الاعتماد الرسمي بعيدا عن النشاطات الميدانية. ويرى ميزا بأن الحديث عن إنشاء هذا الحزب سابق لأوانه، على اعتبار أن السلطة لا يمكن أن توافق على منحهم الاعتماد، والنقاش والسجال الحقيقي يتوجب أثارته لدى موافقتها على منحه الموافقة والاعتماد في تحد لمشاعر وإرادة الشعب، خاصة وأن الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد يفرض إيجاد الحلول وليس الانشغال بإنشاء الأحزاب السياسية، " رغم أن توقيت الإعلان عن نية احد قيادي الحزب المحل غير بريئة. في السياق ذاته نفى،علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أن يكون حزب "الجبهة الجزائرية للمصالحة والإنقاذ" التي أعلن عن تأسيسها زعيم الجيش الإسلامي للإنقاذ المنحّل مدني مزراق، هو "انشقاق عن الجبهة أو تعبيرا عنها"، واصفا إياه بأنه "مطلب طبيعي لمواطنين جزائريين يرغبون بالانخراط في العمل السياسي"، وأوضح بلحاج في تصريحات صحفية له أمس " أنه لم يكن على علم بمجريات الاجتماع الذي عُقد في ولاية جيجل وحضره عشرات من أعضاء الذراع المسلح ل "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة، وتم خلاله إعلان تأسيس حزب جديد تحت اسم "الجبهة الجزائرية للمصالحة والإنقاذ".