تمّ ترقية المدرسة القرآنية للشيخ عبد الحميد بن باديس بمدينة البويرة، إلى معهد عال لتكوين الأئمة، الخبر أثلج صدور القيمين على المنظومة الدينية بالولاية باعتباره يدخل في إطار ترقية القطاع وازدهاره. تمّ ترسيم هذا القرار من طرف، محمد عيسى، وزير الشؤون الدينة والأوقاف، بعد مد وجزر، بين مصالحه ومديرية الثقافة بالولاية طيلة شهور مضت. مدرسة العلاّمة عبد الحميد بن باديس، رحمه الله، أُنشئت سنة 1840 تخّرج منها العديد من الإطارات، تتوسط مدينة البويرة، وتعد معلما تذكاريا وأثريا بامتياز، تم إعادة ترميمها وفتحها لتعليم القرآن الكريم والأحاديث الشريفة سنة 2012، وهو النشاط الذي كانت تزاوله منذ نشأتها كمدرسة تابعة لجمعية العلماء المسلمين قبل أن تتحول إلى مركز للتعذيب إبان الحقبة الإستعمارية. وجاء قرار ترقية المدرسة القرآنية بعاصمة الولاية إلى معهد عال لتكوين الأئمة، بالبشرى التي أثلجت صدور سكّان المنطقة ومن دافع لأجل هذا المطلب لعدة سنوات، في حين تساءل البعض الآخر عن مصير الأطفال الصغار المسجلين بالمدرسة والذين يفوق عددهم 600 تلميذ بعد تحويل المدرسة إلى معهد، والذين التحقوا بالمدرسة عقب فتحها لأبوابها مباشرة. المدرسة تحولت إلى تحفة معمارية تتوسط قلب مدينة البويرة، حيث تم إنجازها وفقا لتصاميم وهندسة معمارية إسلامية لاستقبال الراغبين في حفظ كتاب الله، وتدارس أصول الفقه والدين، حيث تضم 9 أقسام للدراسة، قاعة محاضرات، مكتبة وقاعة للإعلام الآلي، إلى جانب قاعة متعددة الخدمات، وقسم خاص بتكوين الأئمة بطاقة استيعاب تقدر ب 23 إماما، بالإضافة إلى جناح للإدارة ومرافق وأجنحة أخرى قصد تسهيل أداء هذا المرفق لمهامه، خاصة ما تعلق باستقبال الطلبة من 4 ولايات مجاورة. في السياق ذاته، هذا المرفق الديني التربوي الذي ظل ولعدة سنوات مهملا، استغلته 10 عائلات آبت أن تغادره على الرغم من قرار لجنة مراقبة البناءات القاضي بضرورة الخروج منه على اعتباره مهددا بالانهيار إلى أن وصلت القضية إلى العدالة التي فصلت في الأمر نهائيا، بخروج ساكنيه، ليتحول بعدها ولعدة سنوات إلى وكر للمنحرفين، إلى غاية برمجة إعادة إطلاقه كمشروع مدرسة قرآنية من جديد نهاية 2008. استهلك إلى غاية استلامه ما يقارب 11 مليار سنتيم ليضاف بذلك إلى 11 مدرسة لتحفيظ كتاب الله وتدارس سنّة نبيه الكريم والتوسع في مجال الفقه وأصول الدين، منها ما تزال قيد الإنجاز في الأخضرية، عين بسام، و سور الغزلان، وكذا أمشدالة. للإشارة هذه المدرسة تعد ثاني معلم تاريخي وروحاني بمدينة البويرة بعد المسجد العتيق الذي شيده العلامة عبد الحميد بن باديس أيضا، أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين، وهما شاهدان على مسار أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter