تدعم مؤخرا قطاع الشؤون الدينية بولاية بومرداس بإنجاز عدد من المساجد ووضع حجر أساس لبناء أخرى، ليصل بذلك اجمالي عدد بيوت الرحمان بتراب الولاية إلى 365 مسجدا. من بين أهم وأكبر المساجد المنجزة ببومرداس مسجدي مدينة قورصو ومدينة زموري، اللذان تم إعادة بناؤهما من جديد بعد انهيارهما تماما إثر زلزال ماي 2003، وهو الظرف الذي تم استغلاله لتوسيع عدد من المساجد بالنظر إلى تزايد عدد المصلين الذين يضطر أغلبهم إلى افتراش الاراضي المجاورة للمسجد أوحتى الطريق لتأدية الصلاة خاصة يوم الجمعة وصلاة العيدين. كذلك تم مؤخرا وضع حجر الاساس لانجاز مساجد بعدة مدن الولاية، والعملية أشرف عليها وزير القطاع، بوعلام الله غلام الله، في زيارة له لبومرداس ليصل بذلك عدد المساجد بإقليم الولاية إلى 365 مسجدا، منها 228 مسجد كامل البناء والتهيئة ومستغل في حين يوجد 24 مسجدا في طور الانجاز ومستغل في الصلاة و87 مسجدا آخر في طور الانجاز وغير مستغل بينما تم غلق 17 مسجدا لأسباب أمنية. ويعتبر مسجد "الفتح" بقورصو تحفة معمارية حقا، وهو يتوسط المدينة انهار كلية في كارثة الزلزال وأعيد بناؤه واستغل ذلك في توسعته ليتسع حاليا لحوالي 3000 مصل منهم حوالي 300 امرأة خصص لهن مُصليين. توسعة مسجد "الفتح" جاءت بإضافة طابقين للطابق الأرضي الذي انجز، إلى جانبه مدرسة قرآنية تضم قسمين يتسع كل قسم ل 40 تلميذا يشرف عليهم مدرسين ومرشدة، كما يضم الطابق الأرضي مكتبة تزخر بكتب أصول الفقه والدين. وقبل عملية التوسيع، لم يكن مسجد الفتح يتسع إلا لحوالي 400 مصل، حسب ما أوضحه لنا إمام المسجد عبد العزيز شريف والذي قال أنه بعد انهيار المسجد في ماي 2003 بنيت مصليات وفتحت أخرى على مستوى البيوت الجاهزة وتجري حاليا عملية غلقها بعد افتتاح مسجد "الفتح". كما يعتبر مسجد "نور الاسلام" بمدينة زموري وسط مكسبا آخر لسكان المدينة الذين افتقدوا حقا نعمة الاجتماع في مسجد كبير بالمدينة لإقامة الصلوات خاصة صلاة الجمعة المباركة، بحيث فرض عليه زلزال 2003 أن ينقسموا جماعات بحسب أمكنة تواجدهم، وأغلب المصليات التي فتحت كانت عبارة عن بيوت جاهزة المعروفة بضيقها، أوأن يبنى مصلى بأحياء الشاليهات، وهي الأماكن التي لا تفي بالغرض، ويقول محمد عمارة إمام مسجد "نور الاسلام" أن الأخير يتسع لأكثر من 5000 مصل منهم حوالي 800 إمرأة، ويضم المسجد مدرسة قرآنية بأربعة أقسام، ولا تختلف الهندسة المعمارية لهذا المسجد كثيرا عن مسجد "الفتح"، إذ أنشئ بطابق أرضي وطابقين آخرين، فالحاجة إلى المساحات العقارية أوجدت الاستثمار في طول المنجزات بزيادة عدد الطوابق، أواستغلال مساحات ما تحت الطابق الارضي، على غرار مسجد "عبد الحميد ابن باديس" بمدينة تيجلابين الذي تضرر كثيرا في الزلزال وصنف في الخانة البرتقالية الثالثة وخضع لعملية اعادة البناء والتهيئة، واستغل الطابق ما تحت الأرضي لأداء الصلوات طيلة تلك الفترة، إلى أن تم بناء طابقين آخرين ليتسع حاليا لحوالي 8000 مصل منهم حوالي 500 إمرأة. وتم في الزيارة الأخيرة للوزير تدشين مدرسة المسجد القرآنية التي تتسع لحوالي 500 طفل. كما يسعى القائمون على مسجد "ابن باديس" لإنجاز زاوية تحمل اسم ذات العلامة الجزائرية لتضاف إلى الزاويتين الناشطتين بتراب الولاية، وأشار لنا إمام المسجد أن زاوية تيجلابين ستتبع نفس النظام المعروف وهو نظام داخلي لتحفيظ وتدريس القرآن. ومع العدد المعتبر لمساجد بومرداس إلا أن النقص، بحسب المختصين يظهر في التأطير سواء في الأئمة أومعلمي القرآن، كما يظهر النقص في عدد المدارس القرآنية التي لا تتجاوز عشر مدارس فقط، إضافة إلى 22 كُتابا، وتسعى الجهات المعنية إلى تعزيز أعدادها بما يرقى إلى تحفيظ وتدريس كتاب الله كما يليق بشأنه العظيم.