قال أمس دانيال بنجامين منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية، إن التهديد الإرهابي أصبح أكثر تعقيدا في منطقة الساحل بسبب الوضع في ليبيا. وقال بنجامين في افتتاح أعمال مجموعة العمل المكلفة بتعزيز قدرات منطقة الساحل بالجزائر، إن التهديد الإرهابي أصبح أكثر تعقيدا مع بعض التغييرات التي تشهدها المنطقة، لا سيما في الدولة المجاورة لليبيا. أضاف أن الحاجة إلى بناء شراكات وتعاون لمواجهة التحديات في هذه المنطقة أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. ويعطي المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الأولوية لتعزيز القدرات المدنية في مجالات شتى على غرار سيادة القانون ومراقبة الحدود ومكافحة التطرف العنيف، بحسب بنجامين. وأوضح دانيال بنجامين أن المنتدى العالمي خصص مائة مليون دولار لتمويل برنامج لتعزيز قدرات سيادة القانون يركز بصفة خاصة على البلدان التي ألغت قانون الطوارئ. ويعد تصريح المسؤول الأمريكي تأكيدا للمخاوف التي أبدتها دول الساحل وفي مقدمتها الجزائر حول التهديدات التي أصبح تشكلها الأزمة في ليبيا، وفوضى السلاح على الوضع في منطقة الساحل التي تعيش خلال السنوات الأخيرة وضعا أمنيا هشا وسط مساعٍ فرنسية للتدخل في المنطقة. وقامت أربع دول من منطقة الساحل وهي والجزائر، موريتانيا، مالي والنيجر مؤخرا بتشكيل خلية أمنية لمواجهة التدفق الكبير للسلاح من ليبيا نحو المنطقة وكذا تبادل المعلومات لمواجهة خطر القاعدة. وأدت الأزمة الليبية إلى انتشار غير مسبوق للأسلحة بمنطقة الساحل بحيث أصبحت تشكل تهديدا لأمن الدول المجاورة، فضلا عن تقوية شوكة تنظيم القاعدة التي يسيطر حاليا على مناطق بأكملها في شمال مالي على غرار غابة واغادو. وأعلن منذ أسابيع عن اختفاء قرابة ألف صاروخ أرض جو بليبيا بعد انهيار نظام القذافي دون معرفة وجهتها، في الوقت الذي أكد خبراء أنها نقلت نحو منطقة الساحل فيما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية إرسال خبراء أمنيين لتعقب أثر صواريخ مضادة للطائرات فقدت في ليبيا. وكانت الجزائر قد بادرت شهر ماي الماضي برفقة دول الساحل مثل موريتانيا ومالي والنيجر إلى تشكيل هيئة أركان مشتركة لمواجهة تهديدات القاعدة والتنسيق المعلوماتي والعملياتي في مواجهة الإرهاب وتهريب السلاح في المنطقة. وذكر خبراء أن هناك مخاوف في دول الساحل إزاء احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي القاعدة بالصحراء وداخل غابة واغادو العصية على السيطرة من طرف الجيش الموريتاني والمالي، وأن خطوة التنسيق بين دول الساحل الأربع جاءت كردة فعل حاسمة على الأخبار المتداولة بشأن اختفاء بعض صواريخ أرض جو من المخازن الليبية. وأكد المراقبون أن عودة حالة الفوضى الأمنية إلى شمال مالي رغم الجهود الجزائرية التي بذلت خلال السنوات الأخيرة لتوقيع اتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين التوارڤ، مرده وجود رغبة فرنسية غير معلنة في الدفع نحو الفوضى والنزاع من أجل تسهيل تثبيت توري في الحكم بإعلان حالة طوارئ وتأجيل الانتخابات، في الوقت الذي تتابع واشنطن الوضع عن بعد مع محاولة احتواء الوضع الأمني المتردي بالمنطقة.