تتضارب الآراء بين الأشخاص حول فارق السن الذي ينبغي أن يكون بين الزوجين، حيث أصبح الشاب يرتبط بمن تفوقه سنا وكذلك المرأة، لأن الزواج حسب الكثيرين لم يعد يحدد بفارق السن بين الطرفين، فالعمر بات من الأمور التي لا يجب أن يدقق فيها الشخص عند اتخاذه قرار الزواج. زواج الشاب بامرأة تفوقه سنا لم يعد يشكل عائقا في طريق بعض الشباب الراغب في الاقتران والارتباط بالطرف الآخر، هم عينات كثيرة سمعنا عنها رغبت في الارتباط بمن هم أكبر سنا منهم وهذا لأنهم لا يكترثون بفارق السن الموجود بينهم، فالمهم عندهم هو إتمام نصف الدين وبناء أسرة متفاهمة متماسكة مع المرأة التي تم اختيارها بقناعة تامة، اقتداء بخير البشر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عندما تزوج من خديجة رضي الله عنها رغم أنها تفوقه سنا ب15 سنة. وخلال استطلاعنا لبعض الآراء، عبر بعضهم عن سعادته لاتخاذ قرار كان مصدر فرحة ولم يجعلوا من فارق السن عائقا، «سليمة» واحدة منهم اقترنت برجل تكبره سنا، حيث تقول في هذا الخصوص: «كنت أرفض فكرة الزواج من أساسها في بادئ الأمر، لدرجة أنني كنت أرفض كل العروض، وبقيت على هذه الحالة تقريبا إلى غاية أن أشرفت على العقد الرابع من عمري، لكن ولحسن حظي فقد تعرفت على شاب انجذبت إليه كثيرا لتختم علاقتنا في الأخير بزواج على طريقة الأجداد والعادات التي يحيوها في مراسيم الأعراس بالرغم من أنني أكبره بخمس سنوات، ومجتمعنا يرفض أحيانا مثل هذه العلاقات في الزواج»، وتقول أيضا: «أعتقد أن فارق السن الموجود بيني وبين زوجي لا يعتبر عائقا مادام أن تفكيرنا وآراءنا مشتركة، ولا أهتم بما يقوله الآخرون بأن المرأة تظهر عليها علامات الكبر قبل الرجل، فهذا لا علاقة له مع ما أعيشه فهو يتناقض مقارنة به، لأنني والحمد لله أعيش في نعمة وحياتي الزوجية رائعة وقد نتج عنها ولادة طفلين يحبهما والدهما كثيرا». وفي نفس السياق تؤكد «نوال» هذه الفكرة فتقول: «يراود للكثير منا أن عاداتنا لا تسمح للرجل أن يتزوج بالتي تكبره سنا وإنما عليه أن يقترن من المرأة التي يكبرها هو بعدة سنوات وليس العكس، وهذا على اعتبار أن الرجل لا يعيبه شيء، وأن المرأة تكبر قبل الرجل فتظهر عليها علامات الشيخوخة مبكرا»، وبما أنها امرأة متزوجة برجل يصغرها سنا، وعند سؤالنا لها عن حالتها وكيف كانت البداية، روت لنا بعض تفاصيل حياتها الشخصية قائلة: «تعرفت على شاب اعتقدت في البداية أنه يكبرني سنا، لكن تفاجأت في الأخير أنه أصغر مني بثلاثة سنوات، وبما أنه رجل يتمتع بأخلاق عالية تجذب كل امرأة إليها قررت عدم الخضوع للمنطق الذي يفرضه مجتمعنا، وأصررت على الارتباط به بالرغم من معارضة عائلتينا في بادئ الأمر خصوصا وأنني أعيش في منطقة معينة أفرادها معروفون عاشوا مع بعضهم البعض منذ فترة طويلة، وقد نتج عن زواجنا بهذه الكيفية الكلام الكثير، إذ أنه أصبح حديث الشارع، والخبر المتداول على ألسنة سكان المنطقة في كل مكان وفي أي زمان وصلت إليه أنباء اقتراننا فقط، وهذا كله بسبب فارق السن الموجود بيني وبين زوجي». «نوال» أيضا تزوجت بشاب يصغرها بثلاث سنوات رغم أن الكثيرين تقدموا لخطبتها، إلا أنها رفضت الاقتران بهم وحتى لا تلقى انتقادات الآخرين أخفت عنهم حقيقة سن زوجها، حيث تقول «اقترحت علي إحدى صديقاتي الزواج بأخيها، رفضت الفكرة في الأول، ولكنني أعجبت به عندما رأيته ورغم اعتراض أفراد أسرتي، إلا أنني بقيت متمسكة برأيي على الزواج به وأخفيت فارق السن عن العائلة الكبيرة، لكنهم سمعوا بالأمر وأصبحوا يتحدثون عني كلما فتحوا سيرتي»، أما عن علاقتها الزوجية فتقول «هي علاقة ككل العلاقات الزوجية تتأثر بتغيرات الأوضاع، فأنا وزوجي ننسى نهائيا فارق السن بيننا، خاصة وأنني أسعى جاهدة لإسعاده والحمد لله لم نشعر يوما بخلل في علاقتنا الزوجية والأمر الوحيد الذي يؤرقني هو عدم إنجابي للأطفال فقط». في حين أكدت السيد ة»دليلة» أن ابن جارتها تزوج من سيدة تكبره بأكثر من عشر سنوات رغم رفض والدته للأمر في الأول، إلا أنها رضخت للأمر الواقع أمام إلحاح ابنها وبالفعل تم الزواج وهنا تقول «كان الأغلبية يتوقعون فشل هذه العلاقة، إلا أنهما اتفقا كثيرا وكل من يراهما يمشيان في الحي يلاحظ الانسجام الموجود بينهما». وأما «عبد الرؤوف» الذي بدا رأيه في الموضوع متحفظا قليلا، إلا انه قال: «صحيح أن هناك عادات وتقاليد تطغى على مجتمعنا، لكن بخصوص هذا الموضوع فمن وجهة نظري الشخصية اعتقد أنه لا توجد مشكلة خصوصا إذا كان الطرفان متفقان ومناسبان لبعضهما البعض». وبالرغم من أن الكثيرين مازالوا يرفضون فكرة اقتران أحد أفراد الأسرة بامرأة تكبره كثيرا في السن، إلا أن هناك الكثير من الزيجات التي فرضت نفسها وبرهنت للكل سمو العلاقة بعد أن كللت بالنجاح رغم وجود فارق السن بينهما وهذا راجع للمودة والمحبة والتوازن بين الطرفين.