بلدية باب الزوار تطمئن العائلات المتضررة بقرب موعد ترحيلها هدّدت العائلات القاطنة بأقبية بلدية باب الزوار والمتضررة من الأمطار الأخيرة بدرجة كبيرة بالخروج للشارع في حال عدم ترحيلهم في إطار استعجالي بعدما تحولت سكناتهم إلى مستنقعات للمياه خلال الأمطار الأخيرة التي تهاطلت بغزارة ما أدى إلى قضاء القاطنين بها ليلتي السبت والأحد في العراء وتسجيل وفاة شخص يفوق عمره ال60 سنة بعدما حاول إنقاذ ابنه من الغرق في المياه. عاشت العائلات القاطنة بأقبية أحياء 180 مسكن و5 جويلية، الصومام وإسماعيل يفصح بباب الزوار ليلة مرعبة بداية الأسبوع الجاري جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخل أقبيتهم التي تفاجأ قاطنوها بغرقهم في مستنقعات من المياه استدعت خروجهم الفوري من الأقبية، والاستنجاد بمصالح الحماية المدنية. وقالت العائلات القاطنة بالأقبية إن وضعيتها هذه تتكرر كل موسم شتاء، متسببة لهم في عدة مشاكل جعلت حياتهم تشبه الجحيم، ورغم المراسلات التي بعثوا بها للسلطات المحلية إلا أنها في كل مرة تتجاهل مطالبهم ومعاناتهم مثلما جاء على لسان أحد القاطنين بالحي. *** وفاة شخص.. القطرة التي أفاضت الكأس ما زاد من غضب سكان الأقبية، وفاة شخص صبيحة السبت بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأقبية بعد محاولته إنقاذ ابنه، وهي الحادثة التي أخرجت السكان عن صمتهم، موجهين أصابع الاتهام لمختلف المصالح التابعة لولاية الجزائر، مشيرين إلى أن حياتهم مهددة بالمخاطر في أقبية تفتقد لأدنى شروط السلامة.. وأضاف محدثونا الذين كانت علامة الاستياء والتذمر بادية على وجهوهم، أن السلطات على علم بكل المعاناة التي يتجرعونها يوميا جراء إقامتهم في الأقبية إلا أنها تتماطل في ترحيلهم. ** مصالح الحماية المدنية تسجل 12 تدخلا على مستوى الأقبية بداية الأسبوع هذا وأدى تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأقبية بعدة مواقع سكنية بباب الزوار إلى استنجاد السكان بمصالح الحماية المدنية التي سجلت تدخلا ليلة السبت إلى غاية الصبيحة، حيث أكد الملازم الأول خالد بن خلف الله من مديرية الحماية المدنية، أن أغلب التدخلات مسجلة على مستوى أقبية أحياء 5 جويلية، إسماعيل يفصح، وأقبية حي بونبطور بالدار البيضاء، حيث قامت وحدات مصالح الحماية المدنية بإخراج المياه من الأقبية ومساعدة العائلات على الخروج منها. ** أغلب السكان مصابون بأمراض الربو والحساسية " نحن أحياء أموات "بهذه العبارة لخصت السيدة" مريم القاطنة بأقبية حي 5 جويلية بباب الزوار، مشيرة إلى الأمراض التي أصبحت تفتك بهم وخاصة بأبنائهم، مؤكدة في حديثها ل"السلام" أن غالبيتهم مصابون بأمراض الحساسية والربو.. وبحسرة بدأت تتحدث عن ابنها البالغ من العمر 04 سنوات والمصاب بالربو ورغم تتبع حالته الصحية لدى طبيب مختص إلا أن العلاج لم يأت بنتيجة، بسبب القبو الذي يقطنون به وهو ما أكده لها الطبيب حسبما جاء على لسان محدثتنا. من جهتها السيدة فاطمة تقطن في أقبية نفس الحي، أكدت أنه لا يمكن للزائر الذي يقصد بيتها أن يبقى فيه خمس دقائق من فرط الروائح الكريهة بسبب قنوات صرف المياه القذرة التي تمر بجانب الغرفة المشيدة بالطوب وبسبب الرطوبة وانعدام النوافذ للتهوية· هذا وأشار مواطن بحي إسماعيل يفصح أنه يتم يوميا نقل والدته إلى المستشفى بسبب ضيق التنفس، وهو المرض الذي تعانيه منذ أزيد من 15 سنة، حسب رواية محدثنا الذي أكد أنه سئم الوضعية هنا وفقد الأمل في الترحيل ويرغب في ترك العاصمة والانتقال للعيش في الريف على أن يرى والدته تنقل أكثر من أربع مرات إلى المستشفى بسبب ما تعانيه من المرض، مضيفا "على الأقل الهواء نقي بالريف رغم بعده عن الحياة العصرية". من جهتها أكدت إحدى السيدات التي تقطن هي الأخرى في قبو العمارة أن لها أربعة أبناء منهم إثنان مرضى بالحساسية· وبالنسبة لأكبرهم أصبح مريضا بالربو ويبلغ من العمر 15 سنة· أما أصغرهم وسنه سنة ونصف فتقوم بتهريبه إلى بيت والدتها يوميا حتى لا يصاب هو الآخر بهذا المرض المزمن بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في القبو· ** غرف مظلمة طول النهار من يسكنون تحت العمارات أو كما وقفنا عليها، أنهم يعيشون في الظلام منذ أكثر من 20 سنة كاملة، وخلال الزيارة التي قادتنا إلى حي 5 جويلية واسماعيل يفصح، وقفنا على واقع مؤسف للعائلات القاطنة بالأقبية وهي معاناة لا يمكن لأي إنسان تحملها أكثر· فلو كان بإمكاننا نقل رائحة الرطوبة وقلة الهواء أو انعدامه في الكثير من تلك البيوت المشكلة من أمتار تحت كل عمارة لفعلنا، ولو كان بإمكاننا نقل تلك الصرخات التي نطقت بها حناجر النسوة والرجال لنقلناها أيضا، وحمّلنا سكانها "أمانة" أن نفعل ما يمكننا فعله لنقل صرختهم عبر الجريدة، صرخة عنوانها "امنحونا الحق في الحياة... فنحن أموت تحت العمارات". وحسب قول إحدى السيدات بالحي أن الشمس لا يرونها إلا عند الخروج من القبو نحو المساحات المحاذية له، مما يجعل غالبية النسوة بالأقبية في باب الزوار – مثلما أشارت إليه السيدة مريم- يخرجن يوميا من بيوتهن من أجل التعرض لأشعة الشمس التي قالت إن سكان الأقبية يشتاقون إليها. ** الاستحمام بالمرحاض الحاجة أم الاختراع، هي حكمة تنطبق على هؤلاء ممن لم يسعفهم الحظ لسنوات طويلة في أن يجدوا مكانا واسعا للعيش فيه، حيث جعلوا من المرحاض مكانا لأغراض كثيرة أهمها الاستحمام فيه وتغيير الملابس فيه أيضا، المهم بالنسبة لهؤلاء أن يؤدي الغرض أو كما وصفت إحدى السيدات معيشتهم في الأقبية بأنها معيشة ب"الحيلة" وإلا لن تكفي المساحة لعائلة متكونة من خمسة أو ستة أو سبعة أفراد· لكن المثير في الأمر أنه لا يمكن للشخص أن يبقى في غرفة محاذية للمرحاض، بالنظر إلى الروائح الكريهة، فضلا عن أنابيب الصرف الصحي التي تمر من سقف تلك الأقبية وكثيرا ما تتساقط قطرات تتحول إلى سيول في الشتاء على أصحاب الأقبية مما يهدد سقف القبو بالسقوط وتشكيل شقوق في الحائط وهو ما يخيف سكانها من تهديدات محتملة يوميا من سقوط السقف رغم التجديد فيه وطلائه أكثر مرة سنويا، على حد تأكيد عدد من سكان الأقبية الذين تحدثت إليهم. كما لجأت العديد من العائلات إلى شراء أسرة من نوع خاص في النهار تستعمل كأريكة وفي الليل تستعمل كسرير، نظرا لضيق المكان ولكن حدّث ولا حرج عن المطبخ الذي أخذ حيزا ضيقا أحيانا يكون بهوا صغيرا للعمارة خصوصا في فصل الصيف، حيث يتعذر على عائلات أن تطبخ في مساحة صغيرة أمام ارتفاع درجات الحرارة. ** انتشار كبير للأخصائيين في الأمراض الصدرية بالمنطقة "مصائب قوم عند قوم فوائد" هو المثل الذي ينطبق على سكان أحياء 5 جويلية، إسماعيل يفصح، ورابية طاهر، وهي الأحياء التي تتوفر على عدد كبير من الأخصائيين في الأمراض الصدرية والحساسية، ولم يأت تواجدها بالمكان صدفة وإنما جاء اختيار متعمد للأطباء كون المنطقة تضم عددا من قاطني الأقبية الذين يعانون من أمراض تنفسية كالربو والحساسية، ويضطرون للمتابعة لدى الأخصائيين. والمتجول بأحياء البلدية يلفت انتباهه لافتات تشير إلى وجود أخصائي في الأمراض الصدرية والتنفسية، حيث لا يضطر المريض للبحث عنها. ** العائلات تطالب زوخ بالترحيل أجمع سكان الأقبية بأحياء بلدية باب الزوار أن الترحيل الحل الوحيد ولا يمكن القبول بغير ذلك، مطالبين والي ولاية الجزائر عبد s