لالتقاط الصورة مهارات خاصة، ويعمل محترفي التصوير على التقاط الحدث بحيث يحوله إلى حدث مرئي، وربما لا يحتاج المشاهد قراءة الخبر المرفق معه، وهناك صور مؤثرة تعبر بنا وبعضها لازال يسكن ذاكراتنا القريبة أو البعيدة، وسرعان ما تتحول إلى قصة حزينة وموجعة وربما جرح نكتشف انه لم يندمل بعد . لازلت أتذكر لوحة جميلة لطفلة رسمت صورة معبرة ومؤثرة جدا في مسابقة للرسم بمدرستها، وكانت الصورة عبارة عن مقارنة بين أطفال فلسطين وأطفال العالم، وقد استخدمت ألوانها للمقارنة بين الأطفال، فأطفال فلسطين كانوا ملونين باللونين الأسود والرمادي الغامق، أما أطفال العالم فقد لونتهم بكل ألوان الفرح والربيع والجمال، وللوهلة الأولى تجد نفسك "متسمرا" شاخصا ببصرك وشاردا، مقارنا بين المشهدين، وتشعر بحجم الظلم الواقع على أطفالنا في فلسطين، وللأسف تم رفض الصورة من مسؤولي المسابقة، لأن ذلك يخالف شروط القبول ...؟! يوميا نشاهد صور جماجم الأطفال وأجسادهم المحترقة، وآثار المجاعة، والاعتداءات بشتى أنواعها، ونقرأ في التاريخ كيف أُجبر الاحتلال الأمريكي لفيتنام على الانسحاب من الأراضي الفيتنامية بعد جرائم الحرب ضد الأطفال وحرقهم وإبادتهم بقنابل النابالم، وأما عن أطفال فلسطين منذ النكبة 1948م، ومرورا بالمشاهد المرعبة والمحترقة والممزقة لأطفال فلسطين في غزة في أكثر من عدوان متتالي، أرعبنا صمت العالم ، وتجمد الضمير، وبقيت نداءات إنهاء الاحتلال، أضعف من تأثير صورة محمد الدرة قبل 16 عاما، فكم صورة يحتاج العالم، لجبر الاحتلال على إنهاء إحتلاله البغيض والظالم، ولتعيش المنطقة في استقرار وسلام وحياة آمنة، وفتح آفاق مستقبل كريم لأطفالنا .