حالة ترقب وانتظار يعيشها سكان الأقبية في باب الزوار تترقب العائلات القاطنة بأقبية أحياء 180 مسكنا و5 جويلية، الصومام واسماعيل يفصح في بلدية باب الزوار تحديد موعد ترحيلها إلى سكنات لائقة بعد الوعود التي قطعتها لهم سلطات ولاية الجزائر منذ حوالي شهر ونصف إثر تضررهم جراء تسرب الأمطار المتهاطلة بغزارة خلال شهر جانفي المنصرم إلى سكناتهم مما استدعى التدخل العاجل لمصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية. عبرت العائلات القاطنة بأقبية عمارات باب الزوار في حديثها للجريدة عن مخاوفها من إقصائها من عملية الترحيل المقبلة التي تستعد لها ولاية الجزائر، مؤكدين أن الوضعية لا تحتمل، خاصة خلال تهاطل الأمطار، حيث يصبح العيش داخل سكناتهم التي تقع أسفل العمارات تشبه الجحيم، ولا فرق بين الإقامة داخلها وخارجها سوى التهوية التي يحصل عليها السكان عند خروجهم للشارع. السكان متخوفون من تكرار سيناريو الشهر المنصرم قبل ترحيلهم زاد من مخاوف العائلات القاطنة بأقبية الأحياء المذكورة تأخر ترحيلها إلى سكنات لائقة مما قد يؤدي إلى تكرار سيناريو الشهر المنصرم، حين تهاطلت الأمطار بغزارة وحولت يوميات السكان إلى جحيم جراء حدوث فيضانات أدى إلى تسرب المياه إلى داخل الشقق التي غرقت في مياه الأمطار واستدعى الأمر تدخل مصالح الحماية المدنية لامتصاص المياه وإجلاء العائلات. وحسب أحد سكان حي 5 جويلية، فإنهم يوميا يتابعون نشرة الأرصاد الجوية لمعرفة الأحوال في اليوم الموالي لتفادي بقائهم داخل أقبيتهم في حال توقع تهاطل الأمطار بغزارة خوفا من تكرار سيناريو الشهر الفارط الذي – حسب جمال- قاطن بقبو على مستوى عمارات حي الصومام، أصبح هاجس بالنسبة له، خصوصا وأن موسم الأمطار ما يزال متواصلا ويمكن تسجيل تهاطل غزير للأمطار في الأيام المقبلة. وقالت العائلات القاطنة بالأقبية أن وضعيتها هذه تتكرر كل موسم شتاء، متسببة لهم في عدة مشاكل جعلت حياتها تشبه الجحيم، وقد راسلت السلطات المحلية مرات عديدة بخصوص المشكل إلا أنها تكتفي بإطلاق الوعود التي لم تر النور بعد. وفاة شخص القطرة التي أفاضت الكأس ما زاد من غضب سكان الأقبية، وفاة شخص خلال الأمطار المتهاطلة منذ أكثر من شهر ونصف بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأقبية بعد محاولته إنقاذ ابنه، وهي الحادثة التي أخرجت السكان عن صمتهم في ذلك الوقت، موجهين أصابع الاتهام لمختلف المصالح التابعة لولاية الجزائر، مشيرين إلى أن حياتهم مهددة بالمخاطر في أقبية تفتقد لأدنى شروط السلامة، وأضاف محدثونا الذين كانت علامة الاستياء والتذمر بادية على وجهوهم، أن السلطات على علم بكل المعاناة التي يتجرعونها يوميا جراء إقامتهم في الأقبية إلا أنها تتماطل في ترحيلهم. الأمراض المزمنة تفتك بالسكان "نحن أموات" بهذه العبارة لخصت السيدة "مريم" القاطنة بأقبية حي 5 جويلية بباب الزوار معاناتها مشيرة إلى الأمراض التي أصبحت تفتك بهم وخاصة بأبنائهم، مؤكدة في حديثها ل "السلام" أن غالبيتهم مصابين بأمراض الحساسية والربو، وبحسرة بدأت تتحدث عن إبنها البالغ من العمر 04 سنوات والمصاب بالربو ورغم تتبع حالته الصحية لدى طبيب مختص إلا أن العلاج لم يأت بنتيجة، بسبب القبو الذي يقطنون به وهو ما أكده لها الطبيب حسبما جاء على لسان محدثتنا. من جهتها السيدة فاطمة تقطن في أقبية نفس الحي، أكدت أنه لا يمكن للزائر الذي يقصد بيتها أن يبقى فيه خمس دقائق من فرط الروائح الكريهة بسبب قنوات صرف المياه القذرة التي تمر بجانب الغرفة المشيدة بالطوب وبسبب الرطوبة وانعدام النوافذ للتهوية هذا وأشار مواطن بحي اسماعيل يفصح أنه يتم يوميا نقل والدته إلى المستشفى بسبب ضيق التنفس، وهو المرض الذي تعانيه منذ أزيد من 15 سنة، حسب رواية محدثنا الذي أكد أنه سئم الوضعية هنا وفقد الأمل في الترحيل ويرغب في ترك العاصمة والانتقال للعيش في الريف على أن يرى والدته تنقل أكثر من أربع مرات إلى المستشفى بسبب ما تعانيه من المرض، مضيفا "على الأقل الهواء نقي بالريف رغم بعده عن الحياة العصرية". من جهتها أكدت إحدى السيدات التي تقطن هي الأخرى في قبو العمارة أن لها أربعة منهم اثنين مرضى بالحساسية وبالنسبة لأكبرهم أصبح مريضا بالربو ويبلغ من العمر 15 سنة أما أصغرهم وسنه سنة ونصف فتقوم بتهريبه إلى بيت والدتها يوميا حتى لا يصاب هو الآخر بهذا المرض المزمن بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في القبو العائلات محرومة من أشعة الشمس من يسكنون تحت العمارات أو كما وقفنا عليهم، يعيشون في الظلام منذ أكثر من 20 سنة كاملة، وخلال الزيارة التي قادتنا إلى حي 5 جويلية و اسماعيل يفصح مؤخرا، وقفنا على واقع مؤسف للعائلات القاطنة بالأقبية وهي معاناة لا يمكن لأي إنسان تحمل أكثر منها طيلة تلك المدة فلو كان بإمكاننا نقل رائحة الرطوبة وقلة الهواء أو انعدامه في الكثير من تلك البيوت المشكلة من أمتار تحت كل عمارة لفعلنا، ولو كان بإمكاننا نقل تلك الصرخات التي نطقت بها حناجر النسوة والرجال لنقلناها أيضا، وحمّلنا سكانها "أمانة" أن نفعل ما يمكننا فعله لنقل صرختهم عبر الجريدة، صرخة عنوانها "امنحونا الحق في الحياة ... فنحن أموتا تحت العمارات". وحسب قول إحدى السيدات بالحي أن الشمس لا يرونها إلا عند الخروج من القبو نحو المساحات المحاذية له، مما يجعل غالبية النسوة بالأقبية في باب الزوار – مثلما أشارت إليه السيدة مريم- يخرجن يوميا من بيوتهن من أجل التعرض لأشعة الشمس التي قالت أن سكان الأقبية يشتاقون إليها. الاستحمام بالمرحاض الحاجة أم الاختراع، هي حكمة تنطبق على هؤلاء ممن لم يسعفهم الحظ لسنوات طويلة في أن يجدوا مكانا واسعا للعيش فيه، حيث جعلوا من المرحاض مكانا لأغراض كثيرة أهمها الاستحمام فيه وتغيير الملابس فيه أيضا، المهم بالنسبة لهؤلاء أن يؤدي الغرض أو كما وصفت إحدى السيدات معيشتهم في الأقبية بأنها معيشة ب "الحيلة " وإلا لن تكفي المساحة لعائلة متكونة من خمسة أو ستة أو سبعة أفراد لكن المثير في الأمر أنه لا يمكن للشخص أن يبقى في غرفة محاذية للمرحاض، بالنظر إلى الروائح الكريهة، فضلا عن أنابيب الصرف الصحي التي تمر من سقف تلك الأقبية وكثيرا ما تتساقط قطرات تتحول إلى سيول في الشتاء على أصحاب الأقبية مما يهدد سقف القبو بالسقوط وتشكيل شقوق في الحائط وهو ما يخيف سكانها من تهديدات محتملة يوميا من سقوط السقف رغم التجديد فيه وطلائه أكثر مرة سنويا، على حد تأكيد عدد من سكان الأقبية الذين تحدثت إليهم. كما لجأت العديد من العائلات إلى شراء أسرة من نوع خاص في النهار تستعمل كأريكية وفي الليل تستعمل كسرير، نظرا لضيق المكان ولكن حدث ولا حرج عن المطبخ الذي أخذ حيزا ضيقا أحيانا يكون بهوا صغيرا للعمارة خصوصا في فصل الصيف، حيث يتعذر على عائلات أن تطبخ في مساحة صغيرة أمام ارتفاع درجات الحرارة. السلطات تطمئن ...موعد الترحيل قريب طمأن رئيس المجلس الشعبي البلدي لباب الزوار بلعمري كرمية، أن ملفات العائلات المتبقية بالأقبية تم دراستها على مستوى المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، مؤكدا أن العائلات لها الحق في السكن اللائق وفي إطار استعجالي بالنظر إلى المخاطر المحدقة بهم خاصة في فصل الشتاء، وعلى السكان التحلي بالصبر إلى أن يتم تحديد موعد الترحيل من قبل مصالح ولاية الجزائر.