يسعى حزب جبهة القوى الاشتراكية “أفافاس”، لبحث سبل العودة للحياة السياسية بوجه جديد، هذا الحزب الذي عقد دورة مجلسه الوطني أمس بالعاصمة، يريد من خلال أمينه الوطني علي العسكري، إعادة التيار الراديكالي في الحزب إلى الساحة مجددا بعد إزاحة كريم طابو، تفاديا لانقسام الجبهة وتفكك قاعدتها النضالية. فرضت التغيرات الأخيرة التي طرأت على الساحة السياسية في الجزائر عقب الإعلان عن مشاريع الإصلاحات، على قيادة جبهة القوى الاشتراكية تغيير بعض الوجوه في الأمانة الوطنية بدأ بالإطاحة بكريم طابو، وتعيين علي العسكري أمينا وطنيا للحزب، هذا الأخير ينتظر أن يعلن عن أعضاء أمانته الوطنية بعد دورة المجلس الوطني المنعقدة أمس بالعاصمة، ولم يتضح بعد من هم الأعضاء الجدد للأفافاس الذين سيقودون المرحلة المقبلة قبل موعد استحقاقات 2012، وعلى ما يبدو فإن آيت أحمد رجل “الأفافاس” الأول المقيم بسويسرا منذ مدة، استجاب لضغوط التيار الراديكالي للأفافاس بعد الانشقاقات التي عرفها أقوى حزب معارض في الجزائر، خاصة بعد خروج عبد السلام علي راشدي وإعلانه نيته في تأسيس حركة سياسية، وغضب بعض القياديين أمثال أحمد جداعي السكرتير الوطني الأسبق، وعلي العسكري الأمين الوطني الحالي، وما يؤكد ضغط التيار القديم على آيت أحمد، هو تخليه عن فكرة تشبيب الحزب وتضحيته بكريم طابو الذي ساهم في تهميش الرؤوس القديمة للجبهة، وجعل الحزب يعيش حالة من الانقسام كادت تعصف به لولا تدخل بعض القيادات التي سافرت إلى سويسرا للقاء ايت أحمد لحمله على تغيير سياسته الاقصائية. ينتظر أن يكشف علي العسكري اليوم عن الأشخاص الذين سيضع فيهم ثقته لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، حيث ينتظر عودة الجبهة للمشاركة في الانتخابات بعد مقاطعة دامت لسنوات.