لا يزال المدرب في الجزائر سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو الأندية يدفع الثمن، في كل مرة يفشل في تحقيق الهدف الذي تم تسطيره، حيث يحمله الجميع كامل المسؤولية حتى ولو كانت لأطراف أخرى ضلعا في الإخفاقات. يبدو أن هذه الفكرة أصبحت تقليدا ورد فعل مباشر وآلي بعد كل هزيمة من طرف المسؤولين على المنتخبات والأندية على حد سواء، فكما كان منتظراخرج مدرب المنتخب الأولمبي عز الدين آيت جودي من الباب الضيق، بعدما عجز عن تأهيل الخضر إلى أولمبياد لندن 2012، حيث قرر رئيس الفاف محمد روراوة إقصائه من تدريب أي منتخب وطني خلال الفترة المقبلة، وذلك حسب ما كشف عنه مصدر قريب من هذا الأخير، إذ لم يستسغ إقصاء المنتخب الأولمبي من التصفيات، وهو الذي كان يراهن كثيرا عليها لمحو آثار إقصاء المنتخب الأول من كأس أمم إفريقيا 2012، من أجل تلميع صورته لدى الرأي العام، وحسب نفس المصادر فإن قرار روراوة جاء بعد المحادثات الانفرادية التي جمعته مع مدرب المنتخب الأول البوسني وحيد حليلوزيتش، الذي أبدى عدم اقتناعه بطريقة اللعب التي طبقها آيت جودي والتي وصفها بغير المنظمة، مركزا على الأخطاء الفنية التي وقع فيها. روراوة أقال آيت جودي لإبعاد المسؤولية عن نفسهوبذات القرار يكون روراوة قد أبعد المسؤولية عن نفسه، وذلك بعدما أحس بأن هناك عدة أصابع اتهام موجهة نحوه خاصة بعد التصريحات الخطيرة التي أطلقها آيت جودي بعد الإقصاء والتي اتهم فيها صراحة رئيس الفاف بتسببه في انهيار معنويات لاعبيه، بين شوطي المباراة أمام نيجيريا عندما أخبرهم بأنهم مقصون من التصفيات، بناء على نتيجة المباراة الثانية من نفس المجموعة بين المغرب والسنغال، وهي التصريحات التي فتحت المجال واسعا لتوجيه الانتقادات لراوراوة واعتباره المسؤول الأول عن الإقصاء، كما عبر عن ذلك المدرب السابق لمولودية الجزائر ووفاق سطيف نور الدين زكري، وهذا في انتظار الكشف عن أمور سرية أخرى وقعت في الكواليس، ومن المتوقع أن يعلن عنها آيت جودي قريبا، وتتعلق بالدرجة الأولى بالتدخل الصارخ في صلاحياته من طرف مدرب المنتخب الأول حليلوزيتش بإيعاز من روراوة. متى يقبل المسؤولون على الاستقالة بعد الفشل في تحقيق الأهداف؟ويبقى الشارع الجزائري ينتظر دون أمل الوقت الذي يقدم فيه المسؤولون على المنتخبات الوطنية والأندية على الاستقالة من مناصبهم، عندما يخفقون في الوصول إلى الأهداف المسطرة، ويكفون عن التضحية بالمدربين والأدهى من ذلك أنه ورغم إجراء تغييرات دورية على العارضة الفنية، تبقى النتائج مخيبة وبعيدة عن الآمال وفي أكثر الأحيان تزداد سوءا، وهو مؤشر واضح على أن الخلل لا يكمن في المدرب بل في سياسة التسيير الفاشلة. فقد تساءل الجميع من قبل لماذا لم يستقل روراوة عندما عجز المنتخب الأول عن التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012، رغم تعاقب ثلاثة مدربين على عارضته الفنية؟ ونفس الأمر ينطبق على رؤساء الأندية الذين ينفردون بالقرارات، حتى تلك التي لا تخصهم وفي الأخير يصرحون دون خجل بأن سبب الإخفاقات يكمن في ضعف المدرب.