هدد عمال النظافة في بومرداس بتصعيد الاحتجاج في الأيام القادمة في حال عدم تراجع السلطات عن قرارها المتعلق بإدراجهم تحت وصاية مؤسسة الردم التقني لقورصو، مؤكدين رفضهم التام للقرار الذي يهدد مستقبلهم معبرين عن مخاوفهم من فقدان مناصبهم، منددين بسياسة التهميش التي تطالهم من قبل المسؤولين المحليين في البلديات التابعة للولاية، مشيرين إلى غلق كل منافذ الحوار في وجههم. عمال النظافة بعاصمة الولاية بومرداس، حاولوا مرات عديدة مراسلة الجهات المسؤولة لإيصال قرارهم بخصوص دمجهم تحت وصاية مؤسسة الردم التقني لقورصو، إلا أن مصالح بلدية بومرداس والدائرة أغلقت في وجههم كل منافذ الحوار ورفضت الاستماع إليهم. وحسب المكلفة بالنظافة على مستوى البلدية فإن القرار جاء نتيجة التدهور البيئي الذي شهدته المدينة في الأسابيع الأخيرة، حيث انتشرت النفايات في كل مكان مشوهة المنظر العام للمدينة التي بدأت خلال الأيام الأخيرة تفقد بريقها وهو ما أثار غضب والي الولاية عبد الرحمن مدني فواتيح الذي انتقد خلال خرجاته الميدانية للمدينة بشدة تسيير النفايات من قبل سلطات بلدية بومرداس. وحسب ممثل عن العمال المحتجين في حديثه ل "السلام"، فإنهم حاولوا بكل الطرق توضيح وجهة نظرهم بخصوص قرار إدراجهم تحت وصاية مؤسسة خاصة والسلبيات الناتجة عن ذلك إلا أنهم لم يجدوا من يستمع إليهم، بما في ذلك رئيس دائرة بومرداس الذين أكدوا أنهم حاولوا مقابلته أكثر من مرة منذ صدور القرار إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، ما جعلهم يلجأون إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية أول أمس. وحسب العمال المحتجين، فإنهم تنقلوا قبل يوم من الاحتجاج إلى مقر البلدية لمقابلة رئيس المجلس الشعبي البلدي إلا أن هذا الأخير رفض مقابلتهم وأغلق كل الأبواب في وجههم مما اضطرهم إلى الاحتجاج لإيصال مطالبهم للسلطات. من جهته، محمد فركاس رئيس بلدية بومرداس كشف عن عقد اجتماع مع العمال المحتجين لدراسة مطالبهم، مشيرا إلى أن القرار لا يمكن إلغاؤه كونه يخدم المواطن والبلدية مطمئنا العمال أن وضعهم لن يتغير وسيستفيدون من كل الحقوق التي كانوا يحصلون عليها في السابق. وفي ظل تمسك سلطات عاصمة الولاية بومرداس بقرارها بخصوص عمال النظافة، يناشد هؤلاء والي ولاية بومرداس عبد الرحمن مدني فواتيح بالتدخل وايجاد حل وسط يرضي الطرفين العمال والبلدية. والملاحظ هذه الأيام بمختلف بلديات ولاية بومرداس الانتشار الرهيب للقمامة خاصة بالبلديات ذات الكثافة السكانية المعتبرة على غرار عاصمة الولاية بومرداس وبودواو وخميس الخشنة التي عجز بها المنتخبون المحليون في القضاء على النقاط السوداء والتي تحولت إلى مصدر إزعاج بالنسبة للسكان.