أطلق سكان بلدية تيمزريت نداء استغاثة لوالي بومرداس من أجل التدخل ورفع الغبن عنهم والاستجابة لمطالبهم التي سبق لهم أن رفعوها، مشيرين إلى نقائص عديدة ببلديتهم أثرت على يومياتهم المليئة – حسبهم- بالمتاعب، مما دفع بهم لتنظيم عديد الوقفات الإحتجاجية كان آخرها خلال الأيام الأخيرة من شهر مارس المنصرم حيث تجمهروا أمام مقر الدائرة يسر رافعين عديد الشعارات التي يطالبون من خلالها السلطات المحلية النظر في وضعيتهم. "نحن مهمشون يا فواتيح" هو ما ردده سكان البلدية في احتجاجهم الأخير على ظروف عيشهم المزرية في ظل تجاهل السلطات المحلية لبلديتهم لمطالبهم وانشغالاتهم المتراكمة منذ سنوات، وناشد السكان والي بومرداس بالتدخل قبل تصعيد الإحتجاج مطالبين أياه بتجسيد وعوده المتعلقة بتحسين الأوضاع في البلديات الفقيرة على غرار تمزريت التي تتخبط في جملة من المشاكل عجزت المجالس المنتخة عن حلها. تجديد شبكة الماء الشروب تأتي في مقدمة المطالب قال سكان تمزريت، أن تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب تأتي في مقدمة المطالب التي يرفعونها في كل مناسبة للسطات المحلية، معبرين عن مخاوفهم من استمرار جفاف حنفياتهم خلال الأشهر القادمة التي تتزامن مع حلول فصل الصيف، مشيرين إلى متاعبهم الكبيرة في جلب المياه من الينابيع والمؤسسات العمومية، فيما يضطرون إلى اقتناء الصهاريج التي أثقلت كاهلهم، لاسيما في فصل الصيف الذي يزداد فيه استهلاك المياه خاصة أن سكان المنطقة يقومون بتربية الماشية وزراعة الحقول. وأضاف السكان أنهم راسلوا الجهات الوصية عديد المرات من أجل استفادتهم من المياه الصالحة للشرب إلا أنهم في كل مرة يتلقون الوعود التي لم تر النور بعد. وحسب السكان، فإن البلدية محتفظة لحد اليوم بالشبكة القديمة التي أصبحت تشكل خطرا على المستهلك مشيرين إلى انقطاع المياه الصالحة للشرب عن حنفياتهم لأسابيع، الأمر الذي دفع بهم للخروج للشارع أكثر من مرة للإحتجاح على حرمانهم من المياه لكن دون منفعة، حيث لم يؤثر ذلك على السلطات مثلما جاء على لسان العديد ممن تحدثنا إليهم. طريق قرية تولوست القطرة التي أفاضت الكأس تحولت الطريق المؤدية لقرية تولوست وبعض القرى التابعة لبلدية تيمزريت في بومرداس إلى هاجس يؤرق مستعمليها الذين اشتكوا مرات عديدة من تدهور الطريق التي تتعقد حالتها خلال الأيام التي تتهاطل فيها الأمطار، حيث تتحول إلى برك من الأوحال التي يصعب اجتيازها خاصة بالنسبة لتلاميذ المدارس. وقال سكان القرية إن التهاطل الغزير للأمطار يؤدي إلى عزلهم عن بمقر البلدية لأيام، بسبب صعوبة استعمال الطريق التي تغزوها الحفر الكبيرة الحجم، وأضاف محدثونا أن تلاميذ الطورين الثانوي والمتوسط يضطرون للتوقف عن الدراسة في بعض الأحياء لأيام. وأضاف سكان القرية أنها تغرق في الظلام، بسبب انعدام الإنارة العمومية بها، الأمر الذي اثار مخاوفهم، لاسيما في الفترتين الصباحية والمسائية، مع العلم أن القرية تشهد انتشارا كبيرا للكلاب الضالة وحتى الخنازير التي تتجول بحرية بالقرية مما قد يهدد حياة القاطنين بها خاصة في الصباح الباكر وقال السكان أن انعدام الإنارة العمومية بالقرية زاد من انتشار الحيوانات الضالة. الغاز حلم قد يطول انتظاره ما يزال سكان بلدية تيمزريت يعتمدون في يومياتهم على غاز البوتان الذي أثقل كاهلهم، خاصة بالأحياء الواقعة خارج البلدية، حيث ما تزال نسبة الربط بالغاز على مستوى المدينة ضعيفة، وهو ما يفرض على العائلات الفقيرة استعمال الحطب في التدفئة خلال الأيام الشديدة البرودة. هذا وتحدث بعض السكان عن متاعبهم اليومية في جلب غاز البوتان من نقاط بيعه في البلدية أو البلديات المجاورة وبأسعار مرتفعة تصل في بعض الأحيان إلى 350 دج للقارورة الواحدة نظرا لكثرة الطلب عليها في الأيام الممطرة. طالب السكان والي الولاية عبد الرحمن مدني فواتيح بتجسيد وعوده المتعلقة بالربط بغاز المدينة وتعميمه على كافة البلديات خاصة الجبلية ذات الطابع الفلاحي الريفي. شباب يطالب بالمرافق الرياضية قال شباب البلدية، أن غياب فضاءات رياضية بمنطقتهم يرهن تدريباتهم، مشيرين إلى المشاكل التي تتخبط فيها الأندية الرياضية الناشطة على مستوى البلدية التي سبق لها وأن أخرجت أسماء لامعة في ألعاب القوى وكرة السلة وغيرها وهي اليوم تعاني التهميش. وأضاف أحد الشباب المنتمي لنادي هاوي لكرة القدم أنه يعمل في ظروف غير لائقة ولا تساعد على تحسين النتائج مشيرا إلى رفعه مطالب عديدة للسلطات المحلية من أجل النظر في انشغالاتهم لكن دون جدوى. كما اشتكى شباب البلدية من الجنسين من غياب المرافق الخاصة بهم والتي تمتص أوقات فراغهم، حيث لا وجود لمكتبة بلدية ولا فضاءات للترفيه ما يضط بهم للتنقل إلى البلديات المجاورة والتي ليست بحال أحسن هي الأخرى، أو البقاء في البيوت بالنسبة للنساء والجلوس في المقاهي بالنسبة للرجال مثلما أشار إليه حكيم البالغ من العمر 32 سنة والذي أكد أنه يقضي وقت فراغه في المقهى المتواجد بوسط المدينة. الأمن غائب بالمنطقة قال سكان عديد القرى ببلدية تيمزريت، أن نقص الإنارة العمومية بها جعل الأحياء تغرق في الظلام الدامس، مما تسبب في عدة مشاكل للسكان، خاصة أثناء خروجهم ليلا أو في الصباح الباكر، مما أرهقهم، مشيرين إلى انتشار السرقة والاعتداءات التي أصبحت تطالهم يوميا مما أثار استياء العديد منهم، مؤكدين أن نقص الإنارة العمومية وغيابها في أغلب الأحياء سبب في انتشارها إلى جانب نقص دوريات الأمن بالمنطقة. وقال السكان، أنه على السلطات المحلية التدخل لتعميم إنجاز الإنارة العمومية بالطرقات والأحياء والتكثيف من دوريات الأمن بالمنطقة خاصة بالمناطق ذات الكثافة السكانية المعتبرة. تجدر الإشارة إلى أن السكان نظموا منذ أيام وقفات احتجاجية أمام مقر بلدية تيمزريت والدائرة يسر للمطالبة بحقهم في التنمية والمشاريع التي من شأنها إخراج منطقتهم من العزلة التي فرضت عليهم لسنوات طويلة، مهددين بتصعيد الاحتجاج في الأيام المقبلة في حال بقاء على الوضع على حاله بالبلدية الفقيرة.