لا يزال سكان بلدية سيدي داود بولاية بومرداس، يعيشون ظروفا اجتماعية جد قاسية ومتاعب جمة، فبالإضافة إلى انعدام الماء تفتقر البلدية إلى المرافق الضرورية والترفيهية وفرص العمل التي تسببت وبشكل كبير في تنامي مختلف الآفات الإجتماعية التي أصبحت تهدد السكان والبلدية على حد سواء، كما حمل مواطنو سيدي داود، السلطات المحلية مسؤولية تردي أوضاعهم المعيشية، والعزلة التي يتخبطون فيها بصمت. وأكد السكان في حديثهم لأخبار اليوم أن بلديتهم من أفقر البلديات على مستوى ولاية بومرداس، فالبرغم من عددهم المتزايد ظلت ولسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام المسؤولين، فثالوث الفقر والجهل والعزلة لا يزال يطبع يومياتهم، مضيفين في السياق أنهم رفعوا انشغالاتهم إلى المسؤولين المحليين في العديد من المرات، غير أنهم لم يتلقوا أي رد على مطالبهم سوى وعود كاذبة يسمعونها أثناء الحملات الانتخابية. وأول ما استهل به السكان سلسلة مطالبهم الكثيرة، مشكل انعدام فرص العمل الذي جعل من البطالة شبحا يعيشه أبناؤهم، وذلك راجع إلى غياب المؤسسات العمومية التي يمكنها تشغيل عدد كاف من اليد العاملة، كذلك غياب وكالات التشغيل بأنواعها بالبلدية وحتى البلديات المجاورة، فحسب هؤلاء فإنهم كثيرا ما لجأوا إلى مصلحة الشؤون الاجتماعية لإيداع ملفاتهم بغية الحصول على وظيفة، ولكنها بقيت حبيسة الأدراج، هذا ما أدى بهم إلى الإعتماد على أنفسهم من خلال تربية المواشي وخدمة الأرض التي كانت ولا تزال مصدر رزق للعديد من العائلات، وكذا تأخر المشاريع التنموية التي استفادت منها البلدية بهدف فكّ العزلة عنهم بالإضافة إلى مشكل النقل، إلا أن المعاناة اكبر عند المواطنين الذين يقطنون بالقرى المشاركة التي تبعد عن مقر بلدية حيث يضطرون إلى قطع العديد من الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى نقطة توقف وسائل النقل، وفي هذا السياق طالب الفلاحون بدعم فلاحي لتمويلهم وتطوير مشاريعهم، ضف إلى ذلك المشاكل التي يصادفونها أمام غياب أهم عنصر لإنجاح مثل هذه المشاريع وهو المياه الصالحة للشرب، والذي لا يتوفر بالمنطقة إلا لأوقات محدودة، الأمر الذي جعلهم يعتمدون على الآبار المتوفرة بالمنطقة. إذا كان هذا حال سكان بلدية سيدي داود، فما بالك بسكان القرى المجاورة ذات الطابع الريفي على غرار قرية النسيسة والشمايسية والجعايطية، حيث أكدوا لنا أنهم طالبوا في العديد من المرات بحقهم في التنمية التي لم تعرف طريقها إليهم منذ سنوات، رغم نداءاتهم المتكررة لسلطاتهم المحلية لبرمجة مشاريع تنموية ترفع الغبن عنهم وتخرجهم من العزلة التي يعيشونها، وفي مقدمة هذه المشاكل الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها المسالك والطرقات إلتي تربطهم ببلديتهم إذ لم تمسها أية عملية تهيئة منذ سنوات خاصة قرية (النسيسة) التي لا تبعد عن بلدية سيدي داود إلا بحوالي 2 كلم، إلا أن سلطاتهم المحلية تتجاهل وضعية الطريق الذي أصبح يصعب التنقل منه أو الولوج إليه خاصة في فصل الشتاء أين يتحول إلى مجموعة من الحفر مملوءة بالأوحال، الأمر الذي زاد من تذمرهم واستيائهم الشديدين للوضعية المزرية التي يعيشونها، ضف إلى مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب بالنسبة لهذه القرى التي لا يصلها سوى مرة في الأسبوع، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية، مما جعلهم يعيشون في الظلام ساعات قبل حلول الليل خاصة في فصل الشتاء أين تتحول هذه القرى إلى فضاءات موحشة، كما تأمل هذه القرى بربطها بغاز المدينة الذي يبقى حلمها في تجسيده في أقرب الآجال حتى يقضي على معاناة البحث عن قارورة الغاز. وأمام هذه الأوضاع المزرية، يناشد هؤلاء من السلطات المحلية بضرورة الإلتفات إليهم وإدراج مشاريع تنموية ترفع الغبن عنهم الذي لازمهم لسنوات.