نظمت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ورشة تحسيسية حول الجوانب التشريعية والقانونية لحماية الأطفال من مخاطر الانترنيت برعاية المكتب العربي الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات بحضور العديد من الخبراء والمختصين لدول عربية وأجنبية. وأكدت ممثلة المكتب العربي الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات روضة الأمير علي على هامش الورشة التي شاركت فيها أيضا مصالح الدرك والأمن الوطني ومختلف هيئات وجمعيات المجتمع المدني بالحظيرة التكنولوجية بسيدي عبد الله بالعاصمة، أن "الدول العربية ملزمة حاليا بوضع إطار قانوني وتشريعي فعّال لحماية الأطفال وحتى الشباب من المخاطر التي تنجم عن الشبكة العنكبوتية". وقالت روضة الأمير علي أن "هذا الإطار يبقى ضعيفا في معظم الدول العربية نظرا للتقدم الهائل في مجال الافتراضية والرقمية حيث تصدر وتختفي ملايين البرامج والمواقع في ساعات، ودعت الخبيرة الى تسطير برنامج تحسيسي طويل المدى لحماية القصر من الجرائم السيبرانية" وأضافت أن " الجزائر و دول العالم العربي مطالبة بتكثيف الجهود الرامية لإصدار قانون خاص وموحد لتجريم كل ما هو متعلق بسوء استخدام النظام المعلوماتي سواء عن طريق شبكة الانترنيت وملاحقها من شبكات للتواصل الاجتماعي او عن طريق الهاتف النقال". و أوضحت الخبيرة أن الهاتف المحمول "عالم افتراضي آخر يساعد بدرجة كبيرة في استفحال ظاهرة الجريمة الالكترونية لدى فئة القصر مادون 18 سنة، و أكدت الأمير علي حتمية وضع خط أخضر لمراقبة الأطفال بتعاون السلطات المكلفة بوضع التشريعات الردعية للإجرام الالكتروني واتحادات أولياء التلاميذ من خلال إنشاء ديوان عربي دوره التنسيق بين مختلف القطاعات العربية الحساسة في مجال سن القوانين و تشريعات الحماية . ومن جهته أكد الخبير البريطاني في مجال الأمن السيبراني، ضرورة اعتماد الأعمدة الخمسة في مجال حماية الأطفال من سوء استخدام الشبكة العنكبوتية" ودعا إلى تركيز الحكومات العربية والأجنبية على التشريع الموّحد في مجال التعدي على الطرق المسطرة عالميا لتسيير قطاع التكنولوجيات. وقال جون كار ان " 95 بالمائة في بريطانيا ممن كانوا سببا في الإجرام الالكتروني ضد الأطفال هم من صنف الرجال، وعليه قامت الحكومة بسن عقوبات بالسجن 10 سنوات لكل شخص يقوم باتصال الكتروني مع قاصر لا تجمعه به قرابة". من جهتها قالت مستشارة وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال عائشة بوزيدي أنه بات من الضروري مشاركة كل الأطراف الفاعلة في إيجاد آليات ووضع قوانين لحماية الطفل من أية ممارسات غير أخلاقية يتعرض إليها خلال استخدامه لشبكات الانترنت"، وذكرت أن الكثير من الأولياء لا يدركون أنواع المخاطر التي يتعرض لها أبناؤهم على الشبكة ولا يعرفون كيف يتصرفون إزاء تلك المخاطر. وتعمل وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حاليا على توزيع بساط فأرة الحاسوب به العديد من النصائح في إطار العملية التحسيسية ضد مخاطر استعمال الشبكة العنكبوتية لتلاميذ ومقاهي الانترنيت .